بينما ذكره العُقَيليُّ في (الضُّعفاء ٤/ ٨٠) وقال: "في حديثِه وهَمٌ، ولا يُتابَع عليه بهذا الإسنادِ"، وذكر له حديثًا محفوظًا بإسنادٍ آخَرَ.
قلنا: وهذا لا يوهن الثقة، ولذا رمز له الذَّهَبيُّ في (الميزان ٨٩٥٤) بـ"صح"، أي: العمل على توثيقه. وقال في (الكاشف ٥٧٤٩): "ثقة"، وقال الحافظُ:"صدوقٌ"(التقريب ٧٠٣٢).
* وأما المغيرة بن فَروة، فمن رجال أبي داودَ، ورَوَى عنه جمعٌ منَ الثِّقاتِ، وترجم له البُخاريُّ في (التاريخ ٧/ ٣٢٠)، وابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٨/ ٢٢٧)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات ٥/ ٤١٠) على عادته، ولذا قال الذَّهَبيُّ - مُلَيِّنًا توثيقَه -: "وُثِّق"(الكاشف ٥٥٩٩)، وقال الحافظُ:"مقبولٌ"(التقريب ٦٨٤٨). أي: إذا تُوبِع، وإلا فليِّنٌ.
وقد تابَعه في الإسناد:
* يزيد بن أبي مالك، وهو يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، روى له أصحاب السنن خلا التِّرْمِذي، وقال فيه الحافظ:"صدوقٌ ربما وهِم"(التقريب ٧٧٤٨).
ولكن في الاعتداد بهذه المتابعة نظر؛ لأن يزيد هذا وُلِد في العام الذي مات فيه معاوية رضي الله عنه، وهو عام ٦٠ من الهجرة، وعليه؛ فهو لم يدرك معاوية أصلًا، وقد نصَّ العَلَائيُّ على أنه لم يسمع من معاوية (جامع التحصيل ٨٩٩).
إذن فروايته عنه منقطعة كما قال ابنُ دقيقِ العيدِ في (الإمام ١/ ٥٦٤)، ويزيد