للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابنُ دقيقِ العيدِ عَقِبَه: "وفائد مستضعَف" (الإمام ١/ ٥٣٩).

وقال البُوصيري: "هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فائد بن عبد الرحمن، قال فيه البُخاريّ: منكَرُ الحديثِ. وقال الحاكمُ: روَى عنِ ابنِ أبي أَوْفَى أحاديثَ موضوعة" (مصباح الزجاجة ١/ ٦١).

هذا، وقد أَعَلَّه مُغْلَطاي في (شرح ابن ماجَهْ ١/ ٣٧٤) بسفيانَ بن وكيع، ثُمَّ بفائد، لكنه زعم أن فائدًا قد تُوبِع في سند ابن ماجَهْ من عبد الرحمن بن نِسطاس، وتَعَقَّبَ على ابنِ عساكرَ وابنُ سرور والمِزِّيِّ في تركهما ذلك الأمرَ! ولذا لَمَّا ساق الحديث من طريقِ الطَّبَرانيِّ ثُمَّ من طريقِ أبي عُبَيدٍ باللفظ المُخَرَّجِ في باب تخليل اللحية، وكلاهما من طريقِ فائد، قال مُغْلَطاي: "فصَحَّ إسناده على هذا"! ! .

وهذا فيه نظرٌ؛ فلو سلمنا له بما زعم من ذكر ابن نِسْطاس مع فائد في سند ابن ماجَهْ، فلا يصح السند أيضًا؛ لأنه لم يَرِد إلا من روايةِ ابن وكيع وهو ضعيفٌ.

وقد رواه زُهَير بن عَبَّاد عند الطَّبَرانيِّ في (الأوسط ٩٣٦٢)،

وعليُّ بن بحر كما رواه مُغْلَطاي نفْسُه (١/ ٣٧٤)،

كلاهما عن عيسى عن فائدٍ وحدَه.

فتبين أن ذكر ابن نِسْطاس لو ثبت فهو من أخطاء ابن وكيع.

ومع ذلك فلم نجدْه في سنن ابن ماجَهْ المطبوع.

وعلى كلٍّ، فالحديثُ له شواهدُ كثيرةٌ من حديث عبد الله بن زيدٍ وعليٍّ وعُثْمَانَ وغيرِهم، وقد تقدم ذكرها.