وقال الهيثميُّ:"رواه الطَّبَرانيُّ في الكبير، وفيه دَهْثُمَّ بن قُرَّان؛ ضعَّفَه جماعة وذكره ابنُ حِبَّانَ في الثِّقات"(المجمع ١١٨٩).
الثانية: نِمْرانُ بنُ جاريةَ؛ لم يرو عنه إلا دَهْثُمَّ، ولم يوثِّقه معتبَر، إنما ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات ٥/ ٤٨٢)، كعادته في توثيق المجاهيل، ولذا قال الذَّهَبيُّ - مُلَيِّنًا توثيقَه -: "وُثِّقَ"(الكاشف ٥٨٧٥).
وقد قال عنه أبو حاتم:"محله محلُّ الأعراب"(الجرح والتعديل ٨/ ٤٩٧)، وجهَّلَه الدَّارَقُطنيّ في (تعليقاته على المجروحين ١/ ٩٧)، وابنُ حزم كما سيأتي، وقال ابنُ القَطَّانِ:"حاله مجهولة"(تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٧٥)، ونحوه في (بيان الوهم والإيهام ٣/ ٣٢٠)، وقال الذَّهَبيُّ:"لا يُعرَفُ"(الميزان ٩١١٨)، وقال الحافظُ:"مجهول"(التقريب ٧١٨٧).
وبهاتين العلتين أَعَلَّه ابن حزم والذَّهَبيُّ والألبانيُّ، فقال ابنُ حزم:"رواه دَهْثُمَّ بنُ قُرَّان، وهو ساقط لا يُحتج به، عن نِمْرَانَ بن جارية، وهو غير معروف"(المحلى ١/ ١٨٧).
وقال الذَّهَبيُّ:"ولا يصح؛ لحال دَهْثُمَّ، وجهالةِ نِمْران"(ميزان الاعتدال ٢/ ٢٩)، وتَبِعَه العظيم آبادي في (عون المعبود ١/ ١٥١).
وقال الألبانيُّ:"ضعيف جدًّا"، ثُمَّ ذكر هاتين العلتين (الضعيفة ٩٩٥).
الثالثة: أسد بن عمرو وهو البَجَليُّ، قاضي واسِط؛ مختلَف فيه، ولكن جمهور النُّقَّاد على تليينه، كابن المَدِينيِّ والبُخاريِّ وأبي حاتم والفَلَّاسِ والنَّسائيّ والدَّارَقُطنيُّ وغيرِهم، بل قال بَلَدِيُّه يَزيدُ بن هارونَ (وهو من أئمة هذا الشأن): "لا يحل الأخذُ عنه"، واتَّهَمه ابن حِبَّانَ. انظر:(لسان الميزان ١١٠٥). ولذا جزم بضعفه الذَّهَبيُّ في (الديوان ٣٦٥). وهو