ذكر الغزاليُّ في (الإحياء ١/ ١٣٣)، و (الوسيط ١/ ٢٨٨) حديثا مرفوعًا بلفظ: «مَسْحُ الرَّقَبَةِ أَمَانٌ مِنَ الْغَلِّ»، فقال العِراقيُّ:"أخرجه أبو منصور الدَّيْلَميُّ في مسند الفردوس من حديث عمر وهو ضعيفٌ"! .
كذا وقع فيه:"من حديث عُمرَ"، وقد ذكر الزَّبِيديُّ في (الإتحاف ٢/ ٣٦٥) أن العِراقيُّ عزاه إلى ابن عُمرَ، فلعل كلمة "ابن" سقطت من ناسخ (المغني ١/ ١٥٨ = ٣٠٨)، وحينئذ فيحتمل أنه يشير إلى حديث فُلَيحٍ السابق، وأن الغزالي ذكره بالمعنى، فعزا العِراقيُّ أصْلَه، وإلا فهو بهذا اللفظِ لم نجدْه مُسْنَدًا، وكذا قال ابنُ المُلَقِّنِ:"هذا الحديثُ غريب جدًّا، لا أعلم مَن خرَّجه بعد البحث عنه"(البدر ٢/ ٢٢١).
ولكن أورده الجُوَينيُّ، وقال:"لم يرتَضِ أئمةُ الحديث إسنادَه"(التلخيص ١/ ١٦٢).
وقال ابنُ الصَّلاحِ:"هذا غير صحيح عند أهل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من قول بعض السلف"(المشكل وهو بحاشية الوسيط ١/ ٢٨٨).
ونقل ابن المُلَقِّنِ في (البدر ٢/ ٢٢٢)، وابنُ حَجَرٍ في (التلخيص ١/ ١٦٢)، عبارة ابن الصَّلاحِ بلفظ:"هذا الحديثُ غير معروف ... الخ"، وبين العبارتين فرقٌ واضح.
وقال النَّوَويُّ:"وأمَّا قولُ الغزاليِّ: إن مسح الرقبة سُنَّةٌ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«مَسْحُ الرَّقَبَةِ أَمَانٌ مِنَ الْغَلِّ»، فغلَطٌ؛ لأن هذا موضوع، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وعَجَبٌ قولُه: "لقوله" بصيغة الجزم! "، (المجموع ١/ ٤٦٥).
وأقَرَّه السُّيوطيُّ في (الذيل ١٠١١)، وابنُ حَجَرٍ الهيتميُّ في (تحفة المحتاج