للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أيضًا: "الأحاديثُ الواردةُ في غسلِ الرجلينِ كثيرةٌ جدًّا مع صِحَّتِهَا، ولا يُعارضُهَا مثل حديث يعلى بن عطاء لما فيه من التزلزلِ؛ لأن بعضَهم رواه عن يعلى عن أَوْسٍ، ولم يقلْ عن أبيه. وقال بعضُهم: عن رجلٍ. ومع هذا الاضطرابِ لا يمكنُ المصيرُ إليه، ولو ثبتَ كان مَنْسُوخًا، كما قاله هشيمٌ" (الاعتبار صـ ٦٢).

وكذلك رَجَّحَ الألبانيُّ روايةَ هُشيمٍ وشُعْبةَ، فقال: "وهي عندِي أصحُّ وأَوْلَى؛ لأنهما أَوْثَقُ وأحفظُ من حمادٍ وشَريكٍ" (صحيح أبي داود ١٥٩).

وعليه: فالإسنادُ ضعيفٌ؛ لكونِهِ من روايةِ عطاءٍ العامريِّ، ولا تُعْرَفُ حالُهُ كما سبقَ.

الثالثة: الاضطراب في متنه:

فمرة يقول: ((ومَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ وَقَدَمَيْهِ)).

ومرة يقول: ((مَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ))، ولا يذكرِ القَدَمَينِ.

ومرة يقول: ((مَسَحَ عَلَى قَدَمَيْهِ))، ولا يذكرِ النَّعْلينِ.

ومرة بدون ذكر المسح مطلقًا.

وقال صاحبُ (عون المعبود ١/ ١٩١): "وحديثُ أوسِ بنِ أبي أوسٍ فيه اضطرابٌ سندًا ومتنًا".

ثم إن زيادةَ المسحِ على القَدَمَينِ إنما جاءتْ من روايةِ هُشيمٍ -وحده-، وقد قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبلٍ: "سألتُ أَبي عن حديثِ هُشيمٍ، عن يعلى بنِ عطاءٍ، ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ بِالطَّائِفِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى رِجْلَيْهِ) فقال: "لم يسمعْهُ هشيمٌ من يعلى بنِ عطاءٍ"، نقله الجورقانيُّ في