المقدامِ، نا زائدةُ، عن الأشعثِ بنِ أبي الشَّعْثَاءِ، قال: سمعتُ أبي يُحَدِّثُ، عن مسروقٍ، عن عائشةَ، به.
وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ رجالُهُ كلُّهم ثقاتٌ، عدا مصعب بن المقدام فمختلفٌ فيه:
فوَثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ والدارقطنيُّ، وقال ابنُ مَعينٍ -في روايةٍ- وأبو حاتمٍ وابنُ قانعٍ:"صالحٌ"، وقال أبو داودَ:"لا بأسَ به"، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات).
بينما ضَعَّفَهُ ابنُ المدينيِّ والسَّاجيِّ. وقال أحمدُ بنُ حَنبلٍ:"كان رجلًا صَالحًا، رأيتُ له كِتابًا فإذا هو كثيرُ الخطأِ، ثم نظرتُ في حديثِهِ فإذا أحاديثُهُ متقاربةٌ عنِ الثوريِّ". انظر (تهذيب التهذيب ١٠/ ١٦٥).
وقال الخطيبُ -متعقبًا قول ابن المديني-: "قلتُ: قد وَصَفَهُ بالثقةِ يحيى بنُ مَعينٍ وغيرُهُ منَ الأئمةِ"(تاريخ بغداد ١٥/ ١٣٥).
ولخَّصَ حالَهُ الحافظُ فقال:"صدوقٌ له أوهامٌ"(التقريب ٦٦٩٦).
الوجه الثاني:
أخرجه إسحاقُ بنُ راهويه في (مسنده ١٤٧٤) أخبرنا عمرُ بنُ عُبيدٍ، عن أشعثَ بنِ أبي الشَّعْثَاءِ، عن أبيه، عن عائشةَ، قالت:((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَيَمَّنُ (١) مَا اسْتَطَاعَ فِي لِبَاسِهِ إِذَا لَبِسَ)).
كذا بإسقاط (مسروق) من سنده.
وأخرجه -كذلك- ابنُ طَاهرٍ في (صفوة التصوف ٢٠٠) من طريقِ الحسينِ بنِ إسماعيلَ المحامليِّ، عن خَلَّادِ بنِ أسلمَ، عن عمرَ بنِ عبيدٍ، به.
(١) في مطبوع (مسند إسحاق): "يتيمم"، وهو تصحيف ظاهر.