هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، عدا يحيى بن جعفر، وهو ابنُ الزبرقان أبو بكرِ بنُ أبي طالبٍ البغداديُّ، وهو مختلَفٌ فيه؛ فقال عنه أبو حاتمٍ:"محله الصدق"(الجرح والتعديل ٩/ ١٣٤)، وذكره ابنُ حبانَ في (الثقات ٩/ ٢٧٠)، وقال الدارقطنيُّ:"لا بأسَ به، ولم يطعنْ فيه أحدٌ بحجة"(سؤالات الحاكم ٢٣٩)، وقال البرقانيُّ:"أمرني الدارقطنيُّ أن أخرجَ ليحيى بنِ أبي طالبٍ في الصحيحِ". وقال مسلمةُ بنُ قاسمٍ:"ليس به بأس، تكلَّم الناسُ فيه"(لسان الميزان ٨٤٧٥).
بينما قال أبو عبيدٍ الآجريُّ:"خَطَّ أبو داودَ على حديثِ يحيى بنِ أبي طالبٍ"(سؤالات الآجري لأبي داود ١٩٦٩)، وقال أبو أحمدَ الحاكمُ:"ليس بالمتينِ عندهم"(الكنى ٢/ ١٩٥)، وقال موسى بنُ هارون:"أشهدُ عليه أنه يكذبُ"، قال الذهبيُّ:"يريدُ في كلامهِ لا في الروايةِ، نسألُ اللهَ لسانًا صادقًا"(سير أعلام النبلاء ١٢/ ٦٢٠). وقال في (الميزان ٤/ ٣٨٧): "عَنَى في كلامِهِ، ولم يعنِ في الحديثِ. فالله أعلم. والدارقطنيُّ مِن أخبرِ الناسِ به".
وقد أخطأَ في سندِ هذا الحديثِ؛ فإن المحفوظَ عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال:((تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً مَرَّةً)). كما في (صحيح البخاري ١٥٧) من طريقِ الثوريِّ عن زيدٍ، وكذا رواه جماعةٌ عن زيدِ بنِ أسلمَ.
والمحفوظُ عن عثمانَ -من طرقٍ عنه-: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، منها ما رواه الشيخان من طريق عطاء بن يزيد عن حمران عن عثمان. كما تقدم في:(باب صفة الوضوء).