وقال البزارُ:"وهذا الحديثُ حسنُ الإسنادِ، ولا نعلمُ رَوى زيدُ بنُ ثابتٍ عن عثمانَ حديثًا مسندًا إلا هذا الحديث، ولا له إسناد عن زيد بن ثابت إلا هذا الإسناد".
قلنا: والكلامُ في فليحٍ معروفٌ مشهورٌ، وإن كان من رجالِ البخاريِّ.
وقد قال ابنُ دَقيقِ العيدِ:"وهؤلاء كلهم موثَّقون مخرجٌ لهم في الصحيح"(الإمام ٢/ ٤١).
وقال ابنُ حَجرٍ:"وروى البزارُ من طريقِ خارجةَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ، عن أبيه، عن عثمانَ:((أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)). وإسنادُهُ حسنٌ"(التلخيص الحبير ١/ ١٤٦).
ومنها: عن زيد بن دارة، عن عثمانَ:
قال البخاريُّ في ترجمةِ زيد بن دارة -مولى عثمان بن عفان-، من (التاريخ الكبير ٣/ ٣٩٣): قال مسددٌ: حدثنا صفوانُ بنُ عيسى، سمعَ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ أبي مريمَ، سمعَ ابنَ دارةَ مولى عثمانَ:((رَأَى عُثْمَانَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وقال: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلْيَنْظُرْ)).
وأخرجه الطحاويُّ في (شرح معاني الآثار ١/ ٣٦/ ١٦٩) قال: حدثنا يزيدُ بنُ سنانٍ، قال: ثنا صفوانُ بنُ عِيسى، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي مريمَ، قال: دَخَلْتُ عَلَى زيدِ بنِ دارةَ بَيْتَهُ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أُمَضْمِضُ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ. فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ:((رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه عِنْدَ المَقَاعِدِ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلْيَنْظُرْ إِلَى وُضُوئِي)).