بينما قال ابنُ مَعينٍ في (رواية ابن محرز ٦٧): "ليس هو بالثقةِ عندهم". وقال النسائيُّ:"ضعيفٌ"(الضعفاء ٤٨٩)، وقال أبو داود:"ضعيفٌ، تَكلَّمَ فيه سفيانُ"(لسان الميزان ٦٠١٨)، وقال ابنُ حِبَّانَ:"كان غاليًا في التشيعِ، لا تحلُّ الروايةُ عنه ولا الاحتجاجُ به"، ثم أسندَ عن ابنِ نُميرٍ أنه قال فيه:"كان من أولئك الذين يقولون: عليٌّ في السحابِ"(المجروحين ٢/ ٢٠٩). وقال الذهبيُّ:"ضَعَّفَهُ النسائيُّ وغيرُهُ، وهو مِن غُلاةِ الشيعةِ"(ميزان الاعتدال ٦٦٨٧)، وكذا في (ديوان الضعفاء ٣٣٤٤)، و (المغني ٤٨٩٠). وضَعَّفَهُ الهيثميُّ في (مجمع الزوائد ٥٦٣٣).
فالراجحُ لدينا أنه ضعيفٌ، كما قال جمهورُ النُّقَّادِ، فلا يكادُ يَسلمُ فيه توثيقُ مُوَثِّقٍ. والله أعلم.
* وأما والدُهُ أحنف فهو أبو بحرٍ الهلاليُّ، قال أبو حاتم:"كوفيٌّ، أدركَ الجاهليةَ ... روى عنه: شعبةُ، ومِسعرٌ، والمسعوديُّ، وابنُه الفُراتُ"، وقال يحيى بنُ مَعينٍ:"ثقة"(الجرح والتعديل ٢/ ٣٢٣)، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٤/ ٥٦).
* ومالكُ بنُ سُعَيْرٍ، قال عنه أبو زرعةَ، وأبو حاتمٍ، والدارقطنيُّ:"صدوقٌ"، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، بينما قال أبو داود:"ضعيفٌ"، وقال الأزديُّ:"عنده مناكير". انظر (تهذيب التهذيب ١٠/ ١٧).
وقولُ جمهورِ النقادِ هو المعتمدُ، والجرحُ المبهمُ لا يُقبلُ عند المعارضةِ، والأزديُّ غيرُ معتمدٍ؛ ولذا لم يلتفتِ الحافظُ لما قيلَ فيه، ولخَّصَ حالَه بقوله:"لا بأسَ به"(التقريب ٦٤٤٠).