وتعقبه ابن حجر بقوله:"وزعم أن الطريقين محفوظان، والذي يظهر أن الطريق الأول أرجح، فقد رواه حماد بن زيد عن الجريري كذلك"(الأمالي المطلقة ص ١٨).
قلنا: وهو كما قال الحافظ، إلا أننا لم نقف على رواية حماد بن زيد التي أشار إليها.
وخلاصة ما سبق: أن الوجهين الأولين ثابتان عن حماد، فقد رَوى كل وجه منهما عنه جماعة من الثقات، وكلاهما ضعيف؛ لأن مدارهما على أبي نعامة عن ابن مغفل، ولم يسمع منه، فيما استظهرناه، والله أعلم.
قلنا: وقد خولف الجريري فيه؛
فقد رواه شعبة عن زياد بن مخراق، عن أبي نعامة، عن ابن لسعد بن أبي وقاص، عن أبيه، به. مقتصرًا على (الدعاء)، ولم يذكر (الطهور).
وقيل: عن شعبة، عن زياد، عن أبي نعامة، عن مولى لسعد، عن سعد، به. وسيأتي تخريجه في أبواب "الدعاء" إن شاء الله.
وزياد بن مخراق: وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان وغيرهم (تهذيب الكمال ٩/ ٥١٠)، واعتمده الذهبي في (الكاشف ١٧٠٧)، وابن حجر في (التقريب ٢٠٩٨).
فيبدو أن أن أبا نعامة قد اضطرب في هذا الحديث ألوانًا، وهذا مما يزيد الحديث ضعفًا، والله أعلم.