للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولكنه مجروح، وهَّاه ابن خيرون، واتهمه ابن عساكر، بل رماه بالكذب، وكَذَّبه غير واحد، حتى قال فيه الخطيب: "كذاب في القراءات والحديث جميعًا"، وقال الذهبي: "كان رأسًا في القراءات، ... صاحب حديث ورحلة وإكثار، وليس بالمتقن له ولا المجود، بل هو حاطب ليل، ومع إمامته في القراءات فقد تُكلم فيه وفي دعاويه تلك الأسانيد العالية"، ولما ذكر تكذيب الخطيب له قال: "قلت: يريد تركيب الإسناد وادعاء اللقاء، أما وضع حروف أو متون فحاشا وكلا، ما أُجوز ذلك عليه" (السير ١٨/ ١٣ - ١٨)، وانظر (لسان الميزان ٢٣٤٧).

قلنا: كفى بتركيب الأسانيد جرحًا! فكيف ومعه الكذب في السماع؟! ومع ذلك فقد اتهمه ابن عساكر بالوضع كما نقله الذهبي نفسه في (الميزان ١/ ٥١٣).

الثالثة: الحسين بن خشيش العرجموشي، ترجم له ابن عساكر في (التاريخ ١٤/ ٦٠) وقال: "روى عنه محمد بن مطر حديثًا منكرًا"، ثم ساق هذا الحديث بإسناده المذكور آنفًا، وذكره ابن حجر في (اللسان) فقال: "حَدَّث عن ابن عيينة عن سمي عن أبي بكر بن عبد الرحمن: «أَنَّ عُمَرَ بْنِ الخَطَابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَنُ فَقَالَ: فَدِاكَ أَبِي وَأُمِي مَنْ هَذَا الَّذِي حَلَلْتَ لَهُ اللعْنَةَ؟»، فذكر حديثًا طويلًا، ظاهر الوضع، ساقه ابن عساكر في ترجمته" (لسان الميزان ٢٥٠٨).

وهذا يعني أنه هو علة الحديث عند ابن عساكر وابن حجر، وأنه هو المتهم به.

الرابعة: الانقطاع، أبو بكر بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر؛ فإنه وُلد في خلافته، والظاهر أن ذلك في آخرها، فقد استُصغر أبو بكر يوم الجمل، فَرُدَّ، انظر: (تهذيب التهذيب ١٢/ ٣١).