الأول: أن الحافظ نفسه عزاه للبخاري في (التهذيب ٣/ ٣٨٨) فقال: ((وصله البخاري في (التاريخ) عن عبد الرحمن بن شيبة)).
وقال ابن حجر في (ترجمة مطير بن سليم): ((وقع ذكره - أي مطير- في سند حديث أبي الشموس وقد ذكره - أي البخاري- في ترجمته في الكنى)) (تهذيب التهذيب ١٠/ ١٨١). وقال الذهبي في (ترجمة أبي الشموس): ((له حديث أورده البخاري في (تاريخه))) (تجريد أسماء الصحابة ٢/ ١٧٧). قلنا: وأبو الشموس ليس له إلَّا هذا الحديث كما قال البغوي فيما حكاه عنه ابن حجر في (الإصابة ١٢/ ٣٥٠). الثاني: ذكر محقق (التاريخ) أن جزء الكنى به قطعة مفقودة من حرف السين إلى حرف الصاد؛ لذلك لم نجد حديث أبي الشموس في الأصل المطبوع من جزء الكنى، والله أعلم. وقد فصَّلنا في هذه المسألة؛ لأنَّ الشيخ الألباني ذكر أن كتاب (الكنى المفرد) الذي عزى إليه الحافظ هذا الحديث غير جزء (الكنى) المطبوع في آخر كتاب (التاريخ الكبير)، وأن للبخاري كتابًا آخرَ في (الكنى)، واستدل على ذلك بأن حديث أبي الشموس غير موجود في المطبوع من (جزء الكنى)!. وقد عزاه الحافظ في (الفتح ٦/ ٣٨٠)، وتبعه العيني في (عمدة القاري ١٥/ ٢٧٥)، للبخاري في (الأدب المفرد)، كذا، ولعل الصواب: (الكنى المفرد) كما ذكر الحافظ نفسه في ((التغليق))، و ((التهذيب)) كما تقدَّم، وقد جزَم بذلك الألباني في (مختصر صحيح البخاري ٢/ ٤٢١)، واستظهر من وجود نفس الخطأ في (عمدة القاري) أنه سبق قلم من الحافظ قلَّده عليه العيني، كما هي عادته في التخريج!، والله أعلم.