أربعتهم عن ابن خثيم بسنده ومتنه، إلا أن الحربي اختصره جدًّا فلم يذكر فيه الوضوء.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح؛ فقد احتجا جميعًا بيحيى بن سليم، واحتج مسلم بعبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة".
قلنا: يحيى بن سليم متكلم في حفظه، وإنما أخرج له البخاري حديثًا واحدًا انتقاء، وقد اختُلف عليه هنا:
فرواه الحاكم في (فضائل فاطمة ١٢٦) من طريق عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن سليم، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير: أن فاطمة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... ، فذكر الحديث بنحوه مرسلًا.
وعبيد الله بن سعيد هو السرخسي، ثقة مأمون من رجال الشيخين، فالظاهر أن هذا الاختلاف من قِبل يحيى بن سليم، والصواب رواية الوصل كما رواه معمر وغيره.
وقد اختلف فيه على أبي بكر بن عياش أيضًا:
فرواه الدِّينَوَري في (المجالسة ٢٥٢١)، والحاكم في (المستدرك ٤٨٠٥)، وفي (فضائل فاطمة ١٢٧)، والبيهقي في (الدلائل ٢/ ٢٧٧) من طريق الوضاح بن يحيى النهشلي، نا أبو بكر بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: اجتمع مشركو قريش في الحجر ... "، الحديث بنحوه، فجعله من حديث فاطمة، ولم يذكر فيه الوضوء.