قال البزار (عقبه): ((وهذا الحديث لا نعلمه يُروَى عن أبي ذر إلَّا بهذا الإسناد)).
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: علي بن زيد، وهو ابن جدعان، وهو ((ضعيف)) (التقريب ٤٧٣٤).
الثانية: جهالة عبد الله بن قدامة بن صخر، فقد ترجم له الحافظ ابن حجر في (التهذيب ٥/ ٣٦٠)، وذكر له هذا الحديث، ثم قال:((ولم أجد لعبد الله بن قدامة هذا ذِكرًا إلَّا في هذا الحديث)).
وبهاتين العلتين أَعلَّ الحديث الهيثمي؛ فقال:((رواه البزار ... وفيه علي بن زيد - وهو ضعيف - عن عبد الله بن قدامة بن صخر، ولا أدري من هو)) (مجمع الزوائد ٩٧٠)، وأقرَّه الحافظ في (مختصر زوائد البزار ٢/ ٥٢).
وقال الهيثمي - في موضع آخر-: ((رواه البزار، وفيه عبد الله بن قدامة بن صخر ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا)) (مجمع الزوائد ١٠٣٢٣).
وقال الألباني:((وفيه علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف، عن عبد الله بن قدامة بن صخر، وليس له ذكر في كتب الرجال)) (مختصر صحيح الإمام البخاري ٢/ ٤٢٢).
وقد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث، وعن حديث آخر؛ فقال:((ليسا بصحيحين، وهما منكران)) (المنتخب من علل الخلال ص ٢٩٣).