ونخشى أن يكون الأعمش أخذه عنه ودلسه، فيعود مخرج الحديث إلى رجل كذاب.
والخلاصة أن هذا المتن الذي رواه البزار متن مقلوب، والمعروف أنه بلفظ:((كان يستاك بفضل وضوئه))، وهو ضعيف أيضًا.
والغريب أن الحافظ عزاه في (المطالب ٦٦/ ٢)، بهذا اللفظ لأبي يعلى، ثم أتبعه بقوله:"وقال البزار: حدثنا خالد بن يوسف ثنا أبي به". ونحوه البوصيري في (إتحاف الخيرة ٤٦٩/ ٢).
وهذا يعني أن لفظ البزار مثل لفظ الجماعة خلافًا لما جاء في مطبوع (المسند)، وما نقله الهيثمي في (الكشف) و (المجمع)!
ومثل هذا صنيع الحافظ في (الفتح) حيث قال: "أخرجه الدارقطني من حديث أنس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بفضل سواكه))، وسنده ضعيف"(فتح الباري ١/ ٢٩٥).
كذا قال، والدارقطني إنما أخرجه بلفظ:((كان يستاك بفضل وَضوئه))، كما سبق.
ولعل هذا التساهل إنما هو بسبب أن الدارقطني أخرج هذا الحديث تحت باب "الوضوء بفضل السواك". والله أعلم.