للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال فيه ابن حبان: "كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه، فاستحق الترك" (الميزان ٣/ ٣١٣)، وتعقبه ابن حجر في (التهذيب ٨/ ٢١٣).

ويبدو أن العراقي ظنه صاحب هذا الحديث حينما قال عنه: "إسناده لا بأس به" (تخريج أحاديث الإحياء ١/ ٣٥٣).

وتبعه المُناوي فقال: "خبر جيد" (الفيض ١/ ١١٥).

ولكن عيسى الضرير هذا لم ينسبه أحد إلى القساملة، ولم يذكروا في شيوخه عمارًا، ولا في تلاميذه الصباحي، كما أنه متأخر عن صاحبنا، فليس في شيوخه من أدرك أبا هريرة، ولا يمكن أن يصل إليه برجل واحد، فقد مات في حدود المائتين، فإن قلنا: بإنه هو صاحب هذا الحديث، فهو منقطع بينه وبين عمار، مع ما فيه من كلام. وإن كان صاحبنا راويًا آخر غيره - وهو الأقرب -، فهو مجهول كما أشار إليه البيهقي بقوله المذكور آنفًا.

وفرق الألباني بين صاحب هذا الحديث وآخر سوى الضرير، فقال: "هذا إسناد ضعيف، عيسى بن شعيب هذا، ظننت في أول الأمر أنه ابن ثوبان مولى بني الديل المدني، فإنه من هذه الطبقة، لكنهم لم يذكروا في شيوخه عمارًا هذا، ولا في الرواة عنه أبا عمرو الصباحي ... فمِلت إلى أنه غيره، ثم تأكدت من ذلك حين رأيت السمعاني يقول في "الصباحي": "روى عن عيسى بن شعيب القسملي .. فقوله في عيسى: "القسملي" نبهني إلى أنه غير الديلي، فهو إذن عيسى آخر مجهول لا يُعرف، والله أعلم، ولو فُرض أنه الديلي، فهو مثله في الجهالة، قال الذهبي فيه: "لا يُعرف ثم ساق له حديثًا وقال: "هذا خبر موضوع". ومما سبق يتبين للقارئ خطأ مَن جَوَّد إسناد هذا الحديث" (الضعيفة ١٥٥٣).