كذا رواه عقيل ويونس وعمرو بن الحارث وصالح بن كيسان والأوزاعي وغيرهم، كما تقدم في أول الباب.
ولذا قال البزار:"وهذا الحديث إنما يرويه المحدثون، عن الزهري , عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة , عن ابن عباس، وأحسب أن زمعة وهم في حديثه"(البحر الزخار ١٣/ ٤٠).
وقال ابن حبان - بعد أن أسنده -: "وهذا خطأ فاحش، قد أصاب إلى قوله:(من لبنها)، وقوله:(ثم دعا بماء فمضمض فاه وقال: إن له دَسَمًا)، فهو عند الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، وبقية حديثه الأول:(وأبو بكر عن يساره وأعرابي عن يمينه، فناول الأعرابي وقال: الأيمن فالأيمن)، فجاء بأول حديث أنس وألزق به حديث ابن عباس"(المجروحين ١/ ٣٩١).
وسئل عنه الدارقطني، فقال:"يرويه زمعة بن صالح عن الزهري عن أنس، ووهم، والصواب: عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس"(العلل ٢٥٨٩).
وقال المزي:"رواه غير واحد عن الزهري ... عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس، وهو المحفوظ"(التحفة ١/ ٣٧٧ - ٣٧٨).
وقال البوصيري:"هذا إسناد ضعيف؛ زمعة بن صالح وإن أخرج له مسلم فإنما روى له مقرونًا بغيره، وقد ضَعَّفه الجمهور، وروى أبو داود في سننه من طريق توبة عن أنس ما يخالفه"(زوائد ابن ماجه ١/ ٧٢).
وهو ما رواه أبو داود عن أنس:((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنًا، فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى))، وسيأتي تخريجه في باب مستقل.
ولذا قال الألباني:"ضعيف عن أنس، وثبت عنه خلافه" (ضعيف ابن ماجه