للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولكن لم نقف على سنده من سعيد إلى أبي قِلابة.

ثم إن في سماع أبي قِلابة من هذا الصحابي نظرًا؛ فأبو قِلابة مشهور بالإرسال عمن لم يسمع منه، ولا نعرف له سماعًا من هذا الصحابي.

وقد روى أبو قِلابة عن أبي عزة هذا بواسطة (أبي المليح)، حديث: «إِذَا أَرَادَ اللهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ، جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً» (١). كما عند الطبراني في (الكبير ٢٢/ ٢٧٦/ ٧٠٦): من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قِلابة عن أبي المليح، عن أبي عزة. فإن صح ذكر أبي قِلابة في هذا الحديث (٢) فهي قرينة قوية في عدم سماع أبي قِلابة منه.

* * *


(١) وقد قال الإمام البخاري: "أبو عزة اسمه يسار بن عبد الهذلي، ولا أعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد" (العلل الكبير للترمذي ص ٣٢١).
(٢) ففي القلب شيء من ذكره في هذا الحديث؛ لأن الحديث محفوظ من طريق جماعة من أصحاب أيوب (بما فيهم حماد بن سلمة)، عن أيوب، عن أبي المليح، ليس فيه ذكر لأبي قِلابة. وقد قال الطبراني في (المعجم الأوسط ٨/ ٢٠٧) - عقبه -: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن أبي عزة إلا أبو المليح، ولا رواه عن أبي المليح إلا أيوب السختياني، وعبيد الله بن أبي حميد". فلم يذكر أبا قِلابة، وروايته عنده في (معجمه الكبير)!
فنخشى أن يكون أُقحم خطأ من بعض النساخ في سند (المعجم الكبير)، والله أعلم.