فيه مَن لا يُعْرَف. ومع ذلك نقلها المزي بصيغة الجزم!
والمحفوظ عن ابن معين ما رواه ابن شاهين في (الضعفاء ٦٦٦)، أنه وَهَّاه بقوله:"ليس بشيء" ورواه أيضًا الكوسج كما في (الجرح والتعديل ٩/ ٣٠)، بلفظ:"لا شيء".
فهذا هو المشهور عنه؛ ولذا اعتمده ابن الجوزي في (الضعفاء ٣٦٢٨)، والذهبي في (الديوان ٤٥٢٠) و (الميزان ٤/ ٣٢٨)، وأقره ابن حجر في (اللسان ٢٩٦١).
وقال البخاري:"أحاديثه مرسلة"(التاريخ الكبير ٨/ ١٧٣). قال الخطيب:"لا يوجد فيها مسند"(التهذيب ٣٠/ ٣٩٩).
وهذه هي:
العلة الثانية: الإرسال؛ فإن مجاهدًا، وهو ابن جَبْر، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه من الطبقة الوسطى من التابعين.
وقد سئل أحمد بن حنبل عن قوم كانوا جلوسًا، فوجدوا ريحًا، فقال:"كان عمر جالسًا في أصحابه، ومعه الناس، فتنفس بعض القوم- يعني: أحدث- فأمرهم عمر أن يعيدوا الوضوء".
فقيل لأحمد:"إنهم يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم- مرسلًا- قال: "لِيَقُمْ صَاحِبُ هَذِهِ الرِّيحُ"، فتلكأ القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا كُلُّكُمْ فَتَوَضَّئُوا" فقال أحمد: " ليس هذا صحيحًا؛ إنما يرويه الأوزاعي عن واصل بن أبي جميل عن مجاهد. وواصل هذا ليس معروفًا، إنما روى عنه الأوزاعي" (شرح مغلطاي على ابن ماجه ٢/ ١٣٢).
وقال الألباني: "باطل ... وأصل الحديث موقوف " (الضعيفة ١١٣٢).