للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمّا نحو: تهمة، وتخمة، وتراث وأدد (١) فليس للتصغير فيه أثر؛ لأن هذا البدل لازم بخلاف الأول فتقول: تهيمة، وأديد.

[الصنف الثانى: أن يكون المقلوب عينا،]

ولا يخلو أن يكون: لازما، أو غير لازم. فغير اللازم يعاد إلى أصله، نحو: باب وناب، ألفها منقلبة عن واو وياء، فتقول:

بويب ونييب، ويجوز كسر أوّل ما كان من الياء. وقد شذّ من هذا الباب عييد تصغير عيد كما جمعوه على أعياد، وقياسه عويد وأعواد.

فإن كانت الألف مجهولة حملها سيبويه على الواو (٢)، والأخفش على الياء (٣)، فتقول في صاب: صويب، وصييب، قال سيبويه: (ومن العرب من يقول في ناب: نويب، فيجيء بالواو، لأن هذه الألف يكثر إبدالها من الواوات).

قال: وهو غلط منه (٤). وتقول في قيل وطىّ: قويل وطوىّ، فتعيد الواو، وتقول فى دينار وقيراط وديباج: دنينير، وقريريط، ودبيبيج، لأن الياءات فيها بدل من النّون والرّاء والباء.

وأمّا اللازم فلا يخلو أن يكون: قد حذف في بعض الكلم أو لم يحذف، فالمحذوف يعاد في التصغير إلى أصله، نحو: شائك (٥)


(١) قال الجوهرى فى الصحاح (٢/ ٤٤٠) (وأدد: أبو قبيلة من اليمن، وهو أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير، والعرب تصرف أددا جعلوه بمنزلة ثقب ولم يجعلوه بمنزلة عمر). وانظر: الكتاب (٢/ ١٢٨).
(٢) قال فى الكتاب (٢/ ١٢٧): (وإن جاء اسم نحو الناب لا تدرى أمن الياء هو أم من الواو فاحمله على الواو حتى يتبين لك أنها من الياء لأنها مبدلة من الواو أكثر، فاحمله على الأكثر حتى يتبين لك).
(٣) انظر: الغرة لابن الدهان (٣/ ٢٤٥ ب).
(٤) أى من القائل لا من سيبويه، وفي الكتاب (٢/ ١٢٧): (وهو غلط منهم) أى من العرب، فهذا من تتمة كلام سيبويه إلا أن المؤلف رحمه الله جعله بضمير المفرد كما فعل ابن السراج فى الأصول (ر) (٢/ ٣٩٦)، وقد ظن الجوهري في كتابه (الصحاح) مادة (نيب) ١/ ٢٣٠) أن ابن السراج يخطئ سيبويه، ونبه على فساد هذا الظن ابن بري في كتابه (التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح (١/ ١٤٤)، وانظر: لسان العرب (نيب).
(٥) شائك السلاح: أو شاكي السلاح إذا أظهرت شوكته وحدته.