للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الأوّل: في حدّه، وآلاته

وفيه فرعان:

الفرع الأوّل: في حدّه

، وقد اختلفت فيه عبارات العلماء.

فقال قوم: هو أن تخرج شيئا ممّا أدخلت فيه غيره، أو تدخله فيما أخرجت منه غيره.

وقال قوم: هو أن تخرج بعضا ممّا أدخلت فيه كلّا له، أو تدخل بعضا فيما أخرجت منه كلّا له.

وقال آخرون: هو إخراج بعض ما يوجبه الّلفظ من عموم لفظ ظاهر، أو عموم حكم، أو عموم معنى، فمن قال بالأوّل، والثّالث، فالمنقطع عنده استثناء حقيقيّ، ومن قال بالثّاني، فالمنقطع عنده استثناء مجازيّ. ومثال عموم الّلفظ: قام القوم إلّا زيدا، ومثال عموم الحكم: لا أكلمّك إلّا يوم الجمعة، ومثال عموم المعنى: ما قام إلا زيد.

الفرع الثّاني: في آلاته

، وهى: أصليّة، وفرعيّة.

أمّا الأصليّة: فهي" إلّا" وهي التى عدّت الفعل القاصر، أو معناه - في هذا الباب - إلى المستثنى، فنصبته، كما عدّته" الواو" في باب المفعول معه و" الهمزة" في باب المفعول به، وإنّما كانت أصلا؛ لانها حرف لا معنى له سوى

الاستثناء، إلا أنّه يحمل على (١) " غير" كما سيأتي بيانه.

وللمستثنى بها حكمان: النّصب، والبدل ممّا قبله.


(١) وهو الفعل الذى نابت عنه" إلا" في نصب المستثنى عند بعضهم؛" لأنها بمعنى الفعل" استثنى".