للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب العاشر من القطب الأوّل: فى المفعولات

قبل أن نخوض فى ذكر المفعولات، فلنذكر جملة من المنصوبات الّتى المفعولات منها، وقد ذكر لها حدود رسميّة (١)، غير جامعة لأفرادها، ولا ناظمة لآحادها، وكان الأولى عدّها حيث تعذّر حدّها (٢) ويجمعها قسمان أصل وفرع.

فالأصل خمسة أنواع: مفعول مطلق، ومفعول به، ومفعول فيه، ومفعول له، ومفعول معه.

والفرع سبعة أنواع: حال، وتمييز، واستثناء - ولها باب مفرد يلى (٣) هذا الباب - وخبر كان وأخواتها، واسم إنّ واخواتها، واسم" لا" النافية، وخبر" ما" النّافية، وسترد فى باب (٤) العوامل؛ فلنورد حينئذ المفعولات فى:

مقدّمة وخمسة أنواع.

المقدّمة:

اعلم أنّ الموجودات/ جواهرها، وأعراضها، يصحّ أن تكون فاعلة ومفعولة، تقول: قام زيد، و: شرف العلم، و: رأيت زيدا، و: كرهت الجهل وقد ذكرنا من أحكام الفاعل فى بابه، وما يصحّ له، وما لا يصحّ له.

والفاعل يكون له مفعولات، ولا يكون لمفعول واحد أكثر من فاعل واحد فإذا قيل لك - وقد ضربت زيدا -: ما صنعت؟ قلت: الضّرب، فإذا قيل لك:

بمن أوقعته؟ قلت: بزيد، فإذا قيل (٥): متى؟ وأين؟ قلت: يوم الجمعة فى السّوق، فإذا قيل: لم ضربته؟ قلت: ليتأدّب؛ فلذلك سمّى الأول مفعولا مطلقا؛ لأنّه على الحقيقة فعل محض؛ وذلك أنك إذا قلت: قمت قياما، فقد


(١) - أى: تعريفات بالرّسم.
(٢) - أى: تعريفها بالحدّ.
(٣) - انظر ص ١٨٢.
(٤) - انظر ص ٤٦٦.
(٥) - في الأصل: قلت. والمناسب ما ذكرته.