للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وضعت العرب ألفاظا تتلقّاها تارة بما تتلقّى به القسم، كقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ (١) وتارة لا تتلقّاها به، كقوله تعالى:" وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ" * (٢)، وتارة يكون الذي بعدها محتملا للأمرين، كقوله تعالى:" وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ" (٣).

[القسم الثانى من الباب الثاني عشر، وهو المجرور بالإضافة]

وفيه فصلان:


(١) ١٨٧ / آل عمران. وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو و" ليبّنننّه"" ولا يكتمونه" بالياء، وقرأ الباقون بالتاء فيهما. انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٣٧١ والإقناع في القراءات السبع لابن الباذش ٦٢٥.
قال الأخفش في معانى القرآن ٢٢٢:" ثقول:" استحلفهم ليبينّنّه ولا يكتمونه" وقال:" لتبيّننّه ولا تكتمونه" أي: قل لهم:" والّله لتبيّننّه ولا تكتمونه"، وهكذا أشار إلى القراءتين مقدّرا القسم على كلّ منهما.
(٢) ٦٣، ٩٣ / البقرة. قال الأخفش فى معاني القرآن ١٠٢:" يقول: اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور"، يقول" فقلنا لكم" خذوا"، كما يقول:" أوحيت إليه قم"، كأنّه يقول:
أوحيت إليه فقلت له: قم" .. ".
(٣) ٨٤ / البقرة.