للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثّالث: فى متعلّقات الخبر،

وهى ثمانية المتعلّق الأوّل: إذا كان الخبر مفردا غير ظرف ولم يرفع ظاهرا، كان بعدّة المبتدأ، إلّا أفعل من كذا، فإنه يكون للاثنين، والجمع، والمؤنث، والمفرد على حدّ واحد، تقول فى الأوّل: زيد قائم، وهند قائمة، والزّيدان قائمان،

والزّيدون قائمون، وقيام، وتقول فى الثّانى: زيد أفضل منك، وهند أحسن منك، والزّيدان أعلم منك، والزّيدون أشرف منك.

فأمّا قولهم: «راكب النّاقة طليحان (١)، فتقديره: أحد طليحين، (٢) فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، ويجوز أن يكون قد حذف المعطوف؛ للعلم به، تقديره: راكب النّاقة (٢) والناقة طليحان، ومثله قول الشّاعر:

أقول له كالنّصح بينى وبينه ... هل انت بنافى الحجّ مرتحلان (٣)

وقد جوّز بعضهم: غلام زيد ضربتهما، فيعيد الضمير إليهما.

المتعلق الثاني:/ الجمل الواقعة أخبارا عن المبتدأ، مواضعها رفع؛ لأنّك لو جعلت موضعها مفردا، لكان مرفوعا، وكلّ جملة يصحّ أن يقع المفرد موضعها، فلها موضع من الإعراب؛ إن رفعا فرفع، وإن نصبا فنصب، وإن جرّا فجرّ.

وتنحصر فى مواضع؛ اثنتان موضعهما رفع وهما: الجملة الواقعة خبرا


(١) - يقال: طلح البعير، أى: أعيا، فهو طلح، ونافة طليح أسفار، إذا جهدها السّير وأتلفها.
(٢) - قدّره ابن هشام فى أوضح المسالك: والناقة، وكذا قدّره الأشمونى. انظر: أوضح المسالك ٣/ ٣٩٦ وشرح الأشمونى بحاشية الصبّان ٣/ ١١٦.
(٣) - ذكره ابن عصفور غير منسوب فى ضرائر الشعر ٢٨٢.
والشاهد فيه: رفع" مرتحلان" على أنه خبر عن المبتدأ الذى هو ضمير المخاطب، وعن ضمير المتكلمّ الواقع فى محل جر بالباء، مع أنه ليس مبتدأ فى اللفظ ولا فى التقدير، ومن ثمّ فلا يخبر عنه، لكنه أخبر عنه حملا على المعنى، كأنه قال: هل أنت وأنا فى الحجّ مرتحلان؟.