للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن النكرة المنفية تستدعي جميع أنواعها؛ فتنزلت منزلة المعرفة" (١).

١٢ - قال خالد الأزهري - في أثناء كلامه على بيت طرفة:

أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم ... لؤما وأبيضهم سربال طباخ

" ف" لؤما منصوب بمحذوف، قاله صاحب البديع" (٢).

وفي البديع:" قد ألحقوا في التعجيب لفظين لهما نظير إليه - وإن لم يكونا تعجبا - وهما:" أفعل القوم" و" أفعل من القوم؛ نقول: زيد أفضل القوم، وأفضل من القوم؛ فأعطوهما بعض أحكام التعجب؛ فما لم يجز في التعجيب لم يجز فيهما؛ وإنما فعلوا ذلك لأنّ معناهما المبالغة و، والشئ يحمل على نظيره؛ ولهذا امتنع بعضهم من ظهور المصدر معه، فلا يجيز: زيد أفضل القوم فضلا، وأكرمهم كرما، وقال: ما جاء منه مظهرا فهو منصوب بفعل آخر يدل عليه المذكور، كقوله:

أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم ... لؤما، وأبيضهم سربال طباخ" (٣)

الاتجاه النحويّ لابن الأثير

عاش ابن الأثير - رحمه الله - في النصف الثاني من القرن السادس الهجريّ، وهو قرن ازدهرت فيه الدراسات النحويّة والصرفيّة واللغويّة، ولكنها كانت بعيدة عن التعصب للمدرستين البصريّة والكوفيّة، ولا عجب في ذلك فهو عصر تحقيق وتمحيص، وعلى الرغم من ذلك فإن المطلع على المؤلفات النحويّة في هذا القرن يظن أنّ مؤلفيها ذوو اتجاهات بصريّة، وسبب ذلك أن الأسس التي بنى عليها البصريون مذهبهم أقوى من أسس مذهب الكوفيين، ولذا نالت


(١) ١/ ١٩٠.
(٢) التصريح ١/ ٣٢٥.
(٣) ص ١/ ٥٠٢ - ٥٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>