للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النوع الرابع: في النقل.]

من حق الكلمة أن تترك على بنائها الّذى وضعت عليه، فلا تزال عنه إلا لعارض اقتضاه. وهو على ضربين: لازم، وغير لازم.

أمّا اللازم، فمنه: ما كان على فعل ممّا عينه ياء، أو واو، إذا بنيته للمتكلّم والمخاطب وجماعة المؤنث، فإنّك تنقله إلى فعل وفعل، فتقول:

قلت، وبعت، الأصل فيه قولت، وبيعت، فلما نقلت صار:

قولت، وبيعت، فحذفت حركة الفاء، ونقلت إليها حركة العين، فبقيت ساكنة، وبعدها ساكن، فحذفتها؛ لذلك (١) فألزموا فعلت بنات الواو، وفعلت بنات الياء، وشبّهوا ما اعتلّت عينه بما اعتلّت لامه، كما ألزموا" يغزو" وبابه يفعل، وألزموا" يرمي" وبابه يفعل.

وأمّا غير اللازم، فنحو: الهمزة إذا تحركت، وكان قبلها حرف صحيح ساكن، أو ملحق به، نحو: كف، وجيل (٢)، وقد ذكرنا ذلك في باب تخفيف الهمزة (٣)، فإنّ حركتها تنقل إلى السّاكن، ونحو: جاء عند الخليل، وشاك عند غيره، فإنّ الخليل يقول: إن" جائي" كشاكي والهمزة لام الفعل (٤)، وهو مقلوب مثل شائك


(١) هذا قول الكسائى وابن جني، كما فى المنصف ١/ ٢٣٤.
(٢) ب: (كفء وجيأل) وهذا قبل تخفيف الهمزة.
(٣) ص ٣٢٦.
(٤) ك: (والهمزة لام الفعل) معادة فيها.
قال سيبويه في الكتاب ٢/ ٣٧٨: (وأما الخليل فكان يزعم أن قولك: جاء وشاء ونحوهما: اللام فيهن مقلوبة، وقال: ألزموا ذلك هذا، واطرد فيه، إذ كانوا يقلبون كراهية الهمزة الواحدة) وانظر: المقتضب ١/ ١١٥ - ١١٦، والتكملة ٢٦٤. أما الجمهور فعلى أنّ أصله جائي، على وزن فاعل، وأبدلت اللام ثم حذفت.