للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أخذه بالظاهر؛ تسهيلا على المبتدئين]

يميل ابن الأثير - أحيانا - إلى الأخذ بظاهر القاعدة النحوية تسهيلا على المبتدئين في الدرس النحوي، وذلك حينما

يجد أن في ذكر الحكم النحويّ المشهور صعوبة على هؤلاء المبتدئين.

وأوضح مثال على ذلك: ما ذكره في أحكام نون التوكيد؛ فالمشهور أن الفعل المضارع يبنى على الفتح إذا باشرته إحدى نوني التوكيد.

فإذا انتفت المباشرة، بأن فصل بين الفعل والنون بواو الجماعة، أو ياء المخاطبة أو ألف الاثنين أعرب، يقول ابن مالك:

وأعربوا مضارعا إن عريا ... من نون توكيد مباشر ...

ولكن ابن الأثير يرى أن الفعل المضارع المؤكد بالنون المتصل به واو الجماعة، أو ياء المخاطبة لا يعرب، بل يبنى.

وبناء المضارع المفصول من النون بالواو أو الياء مذهب طائفة من النحاة منهم الأخفش، فقد قال ابن عقيل في شرحه على الألفية:" وذهب الأخفش إلى أنه مبني مع نون التوكيد، سواء اتصلت به نون التوكيد أم لم تتصل" (١) وقال الأشموني:" وذهب الأخفش وطائفة إلى البناء مطلقا" (٢).

قال الصبان شارحا كلام الأشموني:" أي: على الفتح، حتى في المسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة، لكنه فيه مقدر، منع من ظهوره حركة المناسبة، هذا هو الأقرب وإن توقف فيه البعض" (٣).


(١) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ١/ ٣٩، وانظر كلام ابن عقيل أيضا في" المساعد على تسهيل الفوائد" ٢/ ٦٧٢.
(٢) منهج المسالك ١/ ٦٣.
(٣) حاشية الصبان على الأشموني ١/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>