للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من (١) نفسى، وكذا هي في مصحف أبىّ وابن مسعود، ومن فتح الهمزة (٢)، جعلها من: خفاه، إذا أظهره، ومعناها ظاهر.

الفصل الثّاني فى" نعم" و" بئس"، وفيه فرعان

الفرع الأوّل: في تعريفهما،

وهما: فعلان ماضيان في الّلفظ، صالحان للحال في المعنى، وهما غير متصرّفين.

ومعناهما: المبالغة في المدح والذّمّ؛ وإنما لم يتصرّفا لما تضّمناه من مبالغة المدح والذّمّ الزّائدين على الإخبار، والشّئ متى خرج بالمبالغة عن نظائره، جعلوا له تأثيرا في الّلفظ؛ ولأنّ المقصود من التصرّف وقوع ذلك المعنى في زمن مختصّ، وهذان مقصوران على الماضى، صالحان للحال في المعنى؛ فلا يختصّان بزمن.

وفي" نعم" أربع لغات (٣)، وأكثرها استعمالا: كسر النّون وسكون العين.

والكوفيّ يذهب إلى أنّهما اسمان (٤)، ويحكى قول العرب: ما أنت بنعم الجار، فأدخلوا عليها/ حرف الجرّ، وهو شاذ.


(١) انظر: تأومل مشكل القرآن لابن قتيبة ص ٢٥، ٣٨ وتفسير الطبريّ ١٧/ ١٢٠ والبحر المحيط ٦/ ٢٣٣.
(٢) وهم سعيد بن جبير. وأبو الدرداء، والحسن، ومجاهد وغيرهم. انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/ ٣٥٢ وإعراب القرآن لأبي جعفر النحّاس ٢/ ٣٣٤ والبحر المحيط ٦/ ٢٣٢.
(٣) انظر: الأصول ١/ ١١١.
(٤) الإنصاف ٩٧.