للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره قوله في أتابك نور الدين وقد كبت البغلة به:

إن زلّت البغلة من تحته ... فإنّ في زلّتها عذرا

حمّلها من حمله شاهقا ... ومن ندى راحته بحرا (١)

ومن شعره قوله:

ما نظرت مقلتي إلى أحد ... إلّا وكنت الذي يحاذيها

ولا اكتست بالرّقاد آونة ... إلّا وكنت الذي يناجيها (٢)

وقوله:

وما نظرت مقلتي مذ طغت ... إلّا وشاهدك النّاظر

ولا هجعت قطّ إلّا رأتك ... كأنّك في جفنها حاضر (٣)

وقوله:

ولمّا أتانا والدّيار بعيدة ... كتاب بأنفاس الوداد تضوعا

أرقّ من السلسال لطفا كأنّما ... تألّف من روح الصّبا وتجّمعا

شفى غلّة الصّادي وسكّن لوعة ... تكاد لها الأكباد أن تتصدّعا

تنافس فيه ناظر وأنامل ... وأخفين عمّا فيه لبّا ومسمعا

فقبّلته ألفا وألفا كرامة ... ولم أرض إجلالا له الرّأس موضعا

ونلت من الأيّام ما كنت راجيا ... وقلت لدهري: كيف ما شئت فاصنعا (٤)

[مؤلفات ابن الأثير]

نبغ ابن الأثير - رحمه الله تعالى - في كثير من العلوم، فألّف في التفسير والحديث واللغة والنحو. قال عنه ياقوت الحمويّ: (كان عالما فاضلا


(١) عقود الجمان (١٦، ١٧ ب)، النجوم الزاهرة (٦/ ١٩٩).
(٢) و (٣) و (٤): عقود الجمان (٦/ ١٧ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>