للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إنّها حال من «الملّة» (١)، على معنى الدّين، ومثله قوله تعالى أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٢)، ف" مصبحين" حال من" هؤلاء"، وأنشد الفارسىّ (٣):

عوذ وبهثة حاشدون عليهم ... حلق الحديد مضاعفا يتلهّب

ف" مضاعفا" حال من الحديد (٤).

وأمّا قولك: جاء زيد وعمرو منطلق - وكون هذه الجملة حالا، وليست هيئة لزيد - فإنّما هذا على تقدير: جاء زيد موافقا انطلاق عمرو، وسيجئ بيان هذا فى الفصل الثّانى.

الفرع الثّانى: فى شرائطها.


(١) وهو رأى ابن الشجرى فى الأمالى ١/ ١٨، وقال أبو جعفر النحّاس فى إعراب القرآن ١/ ٢١٨ حنيفا منصوب على الحال. قال علىّ ابن سليمان: هذا خطأ، لا يجوز: جاءنى غلام هند مسرعة، ولكنّه منصوب على: أعنى، وقال غيره: المعنى: بل نتّبع إبراهيم فى هذه الحال، وانظر" مشكل إعراب القرآن" ١/ ٧٣.
(٢) ٦٦ / الحجر.
(٣) لزيد الفوارس الضىّ. هذا ولم أقف عليه فى المطبوع من كتب الفارسىّ.
والبيت من شواهد أبى زيد فى نوادره ٣٥٩ وانظر أيضا: الخزانة ٣/ ١٧٣ والهمع ٤/ ٢٣.
عوذ، بفتح العين: هو عوذ بن غالب بن قطيعة - بالتصغير - بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان. بهثة - بضم الباء -: هو بهثة بن عبد الله بن غطفان. حلق الحديد: الحلقة - بتسكين اللام. الدّرع، والجمع: حلق، بفتحتين، على غير قياس، وقيل غير ذلك والإضافة فى حلق الحديد كقولهم: خاتم فضّة. والدروع المضاعفة: هى التى ضوعف نسجها. يتلهّب: يشتعل.
والحشد: يأتى لازما ومتعدّيا.
(٤) وقال البغدادىّ فى الموضع السابق من الخزانة:" .. فالمضاعف لا يكون حالا إلا من ضمير الحلق المستقرّ فى الجارّ، والمجرور الواقعين خبرا، أو من الحلق على مذهب سيبويه المجوّز مجئ الحال من المبتدأ، أو من ضمير" يتلهّب" ولا يصحّ أن يكون حالا من الحديد؛ إذ لا معنى له".