للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقى زيد عمرا منحدرا مصعدا، ومنحدرا؛ حال لعمرو، ومصعدا" لزيد"؛ لأنّك لو لزمت الرّتبة التى للفعل معهما (١)، لم توفّ أحدا منهما حقّه، قال ابن السّرّاج: إذا قلت: رأيت زيدا مصعدا منحدرا، تكون أنت المصعد، وزيد المنحدر؛ فيكون" مصعدا" حالا للتّاء، ومنحدرا حال لزيد، وكيف قدّرت - بعد أن يعلم السّامع من المصعد، ومن المنحدر - جاز (٢).

ولا يصحّ حالان يعمل فيهما فعل واحد لاسم واحد، كما لا يعمل فى ظرفين ولا مصدرين، ولهذا قالوا فى: جاء زيد راكبا مسرعا: إنّ" مسرعا" حال من المضمر فى" راكب".

وأمّا المضاف إليه، فلا يخلو: أن يكون فاعلا أو مفعولا، أو غيرهما؛ فتقول فى الفاعل: أعجبنى ضربك زيدا قائما، فالحال من الكاف المجرورة لفظا، المرفوعة معنى؛ لأنّها الفاعل، وتقول فى المفعول: أعجبنى أكل البسر طريا، فالحال من البسر؛ لأنّه المفعول، فإن لم يكن المضاف إليه فاعلا ولا مفعولا، قلّت الحال منه، كقولك: جاءنى غلام هند ضاحكة، وعليه قوله تعالى: بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (٣)؛ ف" حنيفا" حال من" إبراهيم"،


(١) فى الأصل: معها.
(٢) الأصول ١/ ٢١٨.
(٣) ١٣٥ / البقرة. وقد وردت الآية فى الأصل هكذا:" بل اتّبع ملّة إبراهيم حنيفا"، ولا توجد فى القرآن آية بهذا النص، وفى القرآن الكريم فى سورة آل عمران: الآية ٩٥:" فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً"، وفى سورة النساء: الآية رقم ١٢٥:" وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً"، وفى سورة النحل:
الآية رقم ١٢٣:" ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً".