للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفرع الثانى: فى المؤنّث:

إذا كان الفاعل مؤنثا، فلا يخلو تأنيثه: أن يكون حقيقيّا، أو غير حقيقىّ، وهو: ما لا ذكر له بإزائه، أو ما ليس له فرج.

وأمّا الحقيقى: فلا بدّ له فى الفعل من علامة تميّزه، إذ هو معنى لازم، ولا يقنع لفظه، لاشتراك التّسمية به؛ وسواء

كان ظاهرا أو مضمرا، مفردا أو مثنى؛ تقول: قامت هند و: قامت الهندان، وهند قامت، و: الهندان قامتا، وكذلك اسم الفاعل، والمفعول، والصّفة المشبّهة، تقول: مررت برجل ضاربة جاريته، ومضروبة جاريته، وحسنة جاريته، فإن فصلت بين الفعل والفاعل فكذلك، وقد حذفوها فيه قليلا، نحو ما حكوا من قولهم: حضر القاضى اليوم امرأة، ولم يجئ له فى التّنزيل نظير، وجاء فى الشّعر، قال (١):

إنّ امر أغرّه منكنّ واحدة ... بعدى وبعدك فى الدنيا لمغرور

ومثله قول الآخر (٢):

لقد ولد الأخيطل أمّ سوء


(١) - لم أهتد إلى هذا القائل.
وانظر: الخصائص ٢/ ٤١٤ والإنصاف ١٧٤، وابن يعيش ٥/ ٩٣، والهمع ٦/ ٦٥.
(٢) - هو جرير. انظر: ديوانه ٥١٥.
على باب استها صلب وشام
وهو من شواهد المبّرد فى المقتضب ٢/ ١٤٥ و ٣/ ٣٤٩، وانظر أيضا: الخصائص ٢/ ٤١٤، والإنصاف ١٧٥ وابن يعيش ٥/ ٩٢.