للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفصل الثانى: فى المعرب من الأفعال]

وفيه فرعان.

الفرع الأوّل: فى تعريفه

، وهو نوعان:

النّوع الأوّل: الفعل المضارع، إذا لم يوجد فيه مانع من نونى التّوكيد ونون جماعة النّساء، فإنّه يكون معها مبنيّا، وإنّما استحقّ الإعراب لمشابهته الأسماء من وجوه.

منها: أنّه يعمّ زمانى الحاضر والمستقبل بصيغته، فإذا دخلته السّين أو سوف، اختصّ بالمستقبل، فأشبه الاسم فى عمومه وخصوصه، مع عدم لام التّعريف ووجودها، نحو: يقوم وسيقوم، ورجل والرّجل.

ومنها: كونه على حركة اسم الفاعل نحو: يضرب وضارب، وينطلق ومنطلق، ويستخرج ومستخرج.

ومنها: دخول لام الابتداء المختصّة بالأسماء عليه، نحو قولك: إنّ زيدا ليقوم، وإنّ زيدا لقائم، وفيه نظر (١)، والأصل الأوّل، فأعطى لهذه المشابهة بعض الإعراب، وإن كان فى الأصل مستغنيا عنه، ألا ترى أنّ تغيّر آخره لا يوجب له زوال معنى وحدوث غيره كالاسم؛ لأنّه فى حال الرّفع والنّصب والجزم يدل دلالة واحدة على الحدث والزّمن المختصّ؛ فلهذا كان إعرابه فرعا.


(١) - خلاصة هذا النظر: أن سيبويه والفارسىّ والصيمرىّ هم القائلون بأنّ دخول لام الابتداء على المضارع من وجوه شبهه بالاسم، وأن فى هذه اللام خلافا:
فذهب قوم إلى أنها تقصر الفعل على الحال بعد أن كان مبهما. وذهب آخرون إلى أنها لا تقصره على أحد الزمانيين، بل هو مبهم فيهما على ما كان، واستدل على ذلك بقوله تعالى: «وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ» فلو كانت اللام تقصره على الحال كان محالا، وانظر: التبصرة ٧٧ وابن يعيش ٩/ ٢٦.