للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تشبيها ل" لعلّ" ب" عسى"، كما شبّه" ليت" ب" وددت"، وبعضهم جعل الجثّة (١) الحدث؛ اتّساعا، كما قال (٢):

فإنّما هي إقبال وإدبار

وبعضهم جعل الخبر محذوفا، تقديره: تهلك لأن تلمّ ملمّة، و" أن" مفعول له.

النّوع الثّاني فى المشبّه ب" ليس"،

وفيه فرعان:

الفرع الأوّل: في تعريفها:

اعلم أنّ المشابهة تقتضي تأثّرا، وهذا قياس فى العربيّة مستمرّ؛ ألا ترى أنّ ما بني من الأسماء إنّما بنى لشبه الحروف، وأنّ ما أعرب من الأفعال إنّما أعرب لمشابهته الأسماء، وأنّ ما أعمل من الأسماء، أو منع الصّرف فلمشابهتة الأفعال؟ فكذلك" ما" النّافية لمشاركتها" ليس" في نفي الحال، وفي الدّخول على المبتدأ والخبر، ودخول" الباء" فى خبرها، حملها أهل الحجاز (٣) في العمل عليها بشريطة، فقالوا: ما زيد قائما.


(١) انظر: ابن يعيش ٨/ ٨٧ وما في حاشية الصفحة المذكورة.
(٢) البيت للخنساء. ديوانها ٤٨.
وهذا عجز البيت، وصدره:
ترتع ما رتعت حتّى إذا ادكرت
وهو من شواهد سيبويه ١/ ٣٣٧، وانظر أيضا: المقتضب ٣/ ٢٣٠ و ٤/ ٣٠٥ والكامل ٣٧٤، ١٣٥٦، ١٤١٢، والخصائص ٢/ ٢٠٣ و ٣/ ١٨٩ وابن يعيش ١/ ١١٥ والخزانة ١/ ٤٣١.
(٣) انظر: التبصرة ١٩٨.