للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم الثامن: بعض هذه الضمائر أخصّ من بعض،

فأولها المتكلم، ثم المخاطب، ثم الغائب، ولهذا أبدل منه إجماعا، نحو: ضربته زيدا. وأبدل الكوفى من المخاطب نحو: عليك الكريم المعوّل (١)، وأجمعوا على أنه لا يبدل من المتكلم بدل الكل من الكل (٢)، نحو: بى المسكين وقع الأمر (٣)، وقد حكى شاذا:

إلىّ أبى عبد الله (٤)، فيترتب على ذلك، أنه متى أمكن الإتيان بالمتصل منها لم تأت بالمنفصل، مع شرائط هى: وجود عامل لفظىّ مقدّم لا حاجز بينه وبين معموله، أو ما يشبه الحاجز نحو:

ضربتك، وقمت، فلا يجوز: ضربت إيّاك، وقام أنا، فإن عدم بعض هذه الشرائط جاء المنفصل، فتقول: هو ضربته، والكريم أنت، وإن الذاهبين نحن، وجاء عبد الله وأنت، وإيّاك أكرمت، ومنه قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ


(١) هذا رأى الأخفش، قال في كتابه - معاني القرآن (٢/ ٢٦٩)، في قوله تعالى - من سورة الأنعام - ١٢: كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. قال: (ثم أبدل فقال: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ... ، أى: ليجمعن الذين خسروا
أنفسهم) وتابعه الكوفيون على ذلك، انظر: الحجة - للفارسي (١/ ١٠٨) شرح الجمل - لابن عصفور (١/ ٢٨٩ - ٢٩٠)، المساعد (٢/ ٤٣٢)، شرح الكافية (١/ ٣٤١ - ٣٤٢).
شرح المفصل (٣/ ٧٠)، شرح التصريح (٢/ ١٦١)، همع الهوامع (٢/ ١٢٧).
(٢) قال ابن الدهان في الغرة (٢/ ٢٠ آ - ب):
(وقد حكى ابن كيسان في المختار، عن الكسائي إليّ أبي عبد الله)، وانظر: شرح التصريح (٢/ ١٦٢).