للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مذهب الخليل (١)، وأمّا" وحده"؛ فمنهم من (٢) نصبها على الظّرف، ومنهم على الحال (٣)، ومنهم على المصدر (٤).

[الفصل الرابع: فى أحكامه]

الأوّل: إذا اذكر المصدر مع فعله فضلة، ولم يكن واقعا فى محلّ البيان والاعتماد، فهو منصوب.

فإن لم يكن فضلة، ووقع فى محلّ البيان والاعتماد رفع، كقولك:

الضّرب مؤلم، ويعجبنى ضرب زيد، وسير بزيد سير شديد، ويستوى فيه المبهم والمختصّ، والمعرفة والنكرة، كما سبق، إلا أنّ المعرفة تنقسم قسمين:

أحدهما: تعريف العهد، نحو: ضربت الضرب الذى تعهد، وهذا يبطل الإبهام؛ لقصره على نوع بعينه.

والثّانى: تعريف الجنس، كقولك: كثر الضّرب والقتل، فهذا ينتصب على المصدر غالبا، إذا وصف، تقول: ضرب الضّرب الشّديد، و: قتل القتل الذّريع، فإن لم يوصف فالأحسن أن ينكّر؛ فيقال: ضرب ضربا، وقتل قتلا؛ لأنّ الفعل تدلّ صيغته على الحدث، والمصدر المبهم إذا انتصب به كان تأكيدا له، بمنزله تكريره، كما سبق، فإذا لم يفد تعريفه زيادة على إفادة الفعل


(١) - انظر: الكتاب: الموضع السّابق.
(٢) - وهو يونس. انظر: الكتاب ١/ ٣٧٧ والأصول ١/ ١٦٦. وفى ابن يعيش ٢/ ٦٣ أنّ ليونس فى:
مررت به وحده، قولان: أوّلهما: أنّه منصوب على الحال، والثانى: أنّه منصوب على الظّرف.
(٣) - قال ابن السّراج فى الأصول ١/ ١٦٥:" ومذهب سيبويه: أنّ قولهم: مررت به وحده، وبهم وحدهم ومررت برجل وحده، أى: مفرد: أقيم مقام مصدر، يقوم مقام الحال".
(٤) - وهو مذهب الخليل. انظر: الكتاب ١/ ٣٧٧.
وقال سيبويه فى الكتاب ١/ ٣٧٣:" هذا باب ما جعل من الأسماء مصدرا كالمضاف فى الباب الذى يليه، وذلك قولك: مررت به وحده ... " وانظر: المقتضب ٣/ ٢٣٩.