للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفرع الثامن فى تصغير الجموع]

الجمع جمعان: جمع قلّة، وجمع كثرة.

فأمّا جمع القلّة: فيصغّر على ما هو عليه، تقول في أجمال:

أجيمال. وفي أكلب: أكيلب، وفى أحمرة: أحيمرة، وفى غلمة: غليمة، وقالوا: أغيلمة (١)، وإن لم يقولوا في غلام: أغلمة، فأجروه على الأصل.

وأمّا جمع الكثرة، فإن كان له جمع قلّة أعدته إليه ثمّ صغّرته، فقلت فى تصغير كلاب: أكيلب، وفى تصغير فلوس: أفيلس؛ لأن فعلا يجمع على فعال وفعول وأفعل.

فإن لم يكن له جمع قلّة رددته إلى واحده، فإن كان ذكرا عاقلا زدت عليه في الرفع واوا ونونا، وفى الجر والنصب ياء ونونا، فتقول فى تصغير رجال: رجيلون، ورجيلين، فإن لم يكن ذكرا عاقلا زدت عليه ألفا وتاء (٢)، فتقول فى مساجد: مسيجدات، وفى حبالى: حبيليات.

ولك فيما كان له جمع قلّة أن تعيده إلى واحده، وتجريه مجرى ما ليس له جمع قلّة، فتقول في كلاب: كليبات، وفى شهّد: شويهدون.

فإن كان الاسم قد كسّر على غير الواحد المستعمل صغّرته على واحده المستعمل، تقول فى ظروف جمع ظريف: ظريّفون، وفى سمحاء: سميحون وفى شعراء: شويعرون (٣)، تردّه إلى ظريف وسمح وشاعر (٤)؛ لأنّ هذه الجموع ليست جمع هذه الآحاد في القياس.


(١) هذا قول المبرد في المقتضب (٢/ ٢٧٩)، قال: (وفى غلمة: أغيلمة لا يكون إلا كذلك). وقال الجوهرى - فى الصحاح (غلم) ٥/ ١٩٩٧): (وتصغير الغلمة: أغيلمة على غير مكبره، كأنّهم صغّروا أغلمة، وإن كانوا لم يقولوه، كما قالوا: أصيبية فى تصغير صبية، وبعضهم يقول:
غليمة على القياس) وكلام المؤلف رحمه الله هنا يشعر بأنه يرتضى هذا القول وسيأتى في ص: (١٨١)، عده لهذا التصغير من شواذّ التصغير.
(٢) انظر: الكتاب ٢٠/ ١٤١)، والمقتضب ٢/ ٢٧٩)، والتكملة (٢٠٧)، والتبصرة والتذكرة (٢/ ٧٠٢ - ٧٠٣).
(٣) انظر: الكتاب (٢/ ١٤٢).
(٤) انظر: الأصول (٢/ ٤٠٧) (ر).