للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الأوّل: فى تعريفه

الابتداء: معنى يتصف به الاسم، وهو الاهتمام بتقديم النطّق به، وله وصفان، أحدهما سلبىّ، والآخر إيجابىّ.

أمّا السّلبىّ: فهو التعرّى من عوامل مخصوصة، هى: كان، وظننت، وإنّ وأخواتهنّ، وما ولا النّافيتان وما أضمر وأعمل من الأفعال، والباء فى" بحسبك قول السوء" ومن فى" ما من أحد قائم" فى لغة (١) تميم.

وأمّا الإيجابىّ: فهو أمران: أحدهما: التّهيّؤ لدخول العوامل التى تعرّى منها والثانى الإسناد إليه.

وكلّ من هذه الأوصاف معنى ليس مظهرا ولا مضمرا فى نيّة اللّفظ وكلّ منها متعلّق بالآخر، فلا تهيّؤ إلا بتعرّ، ولا يستقلّان إلّا بإسناد.

ونظم حدّه، بعد معرفة موادّه: كلّ اسم عريته من عوامل/ مخصوصة وهيّأته لدخولها عليه، وجعلته أهلا للإسناد إليه، فإذا تناول هذا المعنى الاسم رفعه لفظا أو موضعا، وسمّى مبتدأ؛ لأنّه لا عامل لفظيّا قبله، نحو: زيد قائم.

والذى قام زيد، وللنّحاة خلاف فى رافع (٢) المبتدأ، والذّى ذكرناه أصحّها وأكملها.

وفى الأسماء ما لا يعمل فيه الابتداء؛ لضعف فى الاسم، نحو: أين وكيف، والظروف غير المتمكّنة، نحو: عند، وسحر، ولدن، والمصادر غير المتصرّفة، نحو: سبحان، ولبّيك.


(١) - انظر الأصول ١/ ٥٥، ٩٢، ٩٣، ٩٤.
(٢) - انظر الإنصاف المسألة رقم (٥).