للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمّا نونا التوكيد: فلهما باب (١) يذكران فيه.

وأمّا نون جماعة النّساء، فإنّها أبدا مفتوحة ساكن ما قبلها لا يحذفها (٢) عامل؛ تقول: هنّ يضربن ويرمين، ولن يضربن ولن يرمين، ولم يضربن ولم يرمين؛ وهذه النّون قد جعلها قوم للعدد القليل من (٣) الموّنث، وأطلقها آخرون (٤) على القليل والكثير، وكأنّه الأشبه والأكثثر فى النّظم والنّثر.

الفصل الثّانى: فى الفرعىّ

وهو الأسماء: إذ قد بيّنا أنّ الإعراب فيها أصل، فيكون البناء فيها فرعا؛ لعوارض أوجبت له ذلك، وهى مشابهة الحرف، وتضمّن معناه، والوقوع موقعه، وقد ذكرنا ذلك فى الباب الثانى (٥).

والمبنى من الأسماء على ضربين.

ضرب استحكم فى شبه الحرف؛ فلم يزل عنه، نحو: أين وكيف.

وضرب اعترض له البناء؛ فلم يوغل فيه، كالمنادى المفرد المقصود، نحو: يا زيد.

ولا تخلو الأسماء المبنيّة: أن تكون مفردة، أو مركّبة.

أمّا المفردة: فسبعة أنواع وهى: المضمرات، وأسماء الإشارة.

والموصولات، وأسماء الأفعال، والكنايات، وبعض الظّروف التى لم تتمكّن،


(١) - ١/ ٦٩٥.
(٢) - لأنها ضمير كالواو فى:" يضربون" والألف فى" يضربان"؛ فكما لا تسقط الواو والألف هناك - يعنى فى الأفعال الخمسة - كذلك لا تسقط ها هنا، قال تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ فأثبت النون؛ لأنها ضمير، وليست علامة رفع كالتى فى: لم يضربوا، ولن يضربوا، وانظر: ابن يعيش ٧/ ١٠.
(٣) - نسب الزمخشرى ذلك إلى المازنى. انظر: ابن يعيش ٥/ ١٠٦.
(٤) - انظر: ابن يعيش. الموضع السابق.
(٥) - ١/ ١٥ - ١٦.