للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يتكلّم بهذه الأربعة (١) مفردة، ومنه قولهم فى القسم:" قعدك الله" بمنزلة:" عمرك الله"، إلّا أنّ" عمرك" له فعل، و" قعدك (٢) " لا فعل له.

القسم الرّابع: أسماء غير مصادر، نصبت نصب المصادر، وهى نوعان أحدهما: مأخوذ من الفعل، كقولهم:" هنيئا مريئا"، و" أقائما وقد قعد النّاس؟ "، و" قاعدا - علم الله - وقد سار الرّكب"، مستفهما ومخبرا.

والآخر: أن يكون غير مأخوذ من الفعل، كقولك:" تربا وجندلا"، و:" فاها لفيك"، يريدون: فالداهية.

وبعض العرب يرفع هذا، كقوله (٣):

لقد ألّب الواشون ألبا لبينهم ... فترب لأفواه الوشاة وجندل

وجميع هذا الباب إنّما يعرف بالسّماع، ولا يقاس عليه.

وقد جاءت ألفاظ منصوبة يلتبس المصدر فيها بالحال وغيرها؛ قالوا:" مررت بهم جميعا"، وكلا، وعامّة، وقاطبة، وطرّا، و" مررت به وحده" فسيبويه (٤) ينصب" قاطبة" و" طرّا" على المصدر، والباقى على الحال، وهو


(١) - انظر: سيبويه ٣/ ٣١٨ والتبصرة ٢٦١، وفى ابن يعيش ١/ ١٢١:" وأما ويح وويس وويب فكنايات عن الويل؛ فويل: كلمة تقال عند الشّتم والتوبيج، معروفة وكثرت حتّى صارت للتعجّب يقولها أحدهم لمن يحبّ ولمن يبغض، وكنوا بالويس عنها؛ ولذلك قال بعض العلماء:" ويس ترحّم ... " وانظر الهمع ٣/ ١٠٧ - ١٠٨.
(٢) - انظر: التبصرة ٤٥٠.
(٣) - لم أهتد إليه.
والبيت من شواهد سيبويه المجهولة القائل. انظر: الكتاب ١/ ٣١٥. وانظر أيضا: المقتضب ٣/ ٢٢٢ والتبصرة ٢٦١ والمخصص ١٢/ ٨٥ وابن
يعيش ١/ ١٢٢ وشرح حماسة أبى تمام للتبريزى ٢/ ٢٧٢.
ألّب: جمع. لبينهم: أى ليبينوا ويبعدوا. التّرب والجندل: كناية عن الخيبة؛ لأن من ظفر من حاجته بهما لم يحظ بطائل، والجندل: جمع جندلة، وهى الحجارة.
(٤) - انظر: الكتاب ١/ ٣٧٦.