للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والظرفان - إذا لم يكن فيهما تخصيص - لم يصحّ الإخبار بهما؛ لمعرفة ذلك قبل الإخبار، كقولك: زيد مكانا، والرّحيل وقتا.

ومن الأحداث ما لا يصحّ الإخبار عنه البتّة، نحو: سبحانك، ولبّيك ومنها ما لا يصحّ الإخبار عنه بالظرف، ويخبر عنه بالاسم، وهو: أن مع الفعل كقولك: أن (١) تأنينى يوم/ الجمعة، أو خلفك، لا يجوز: أن تأتينى خير لك وعليه ٢٧. قوله تعالى: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ (٢).

القسم الخامس: حرف الجرّ: معظم العلماء لم يفرد هذا القسم بدكر، وإنّما جعلوه فى القسم الرابع؛ لأنّ الأصل فى الظّرف حرف الجرّ، فحذف وأقيم الظّرف مقامه، فإذا قلت: القتال اليوم، وزيد خلفك، فالتقدير؛ فى اليوم، وفى خلفك، وباقي الجمل المتركّبة من حروف الجر، كذلك حكمها؛ لطلبها الفعل الّذى اجتلبت فى الأصل لأجله؛ تقول: زيد من الكرام، والحمد لله، والقوّة بالله، التقدير؛ زيد استقرّ، أو مستقرّ من الكرام.

وحكم هذا القسم، فى حمله على الجملة أو المفرد، وفى المضمر فيه وحذفه، انتقال الضمير المستكنّ فيه، وعمله فى المظهر، حكم الظروف.


(١) - فى الأصل: أن لم تأتنى، باقحام" لم".
(٢) - ١٨٤ / البقرة.