للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمنهم من لا يجعل لزيادتها معنى (١)، ومنهم من يجعلها مؤكدة للمعنى، وهو الصحيح (٢)، وقد ترد بمعنى التقليل، كقولك: شئ ما.

وأما" لا" فكقولك: ما جاءني زيد ولا عمرو،" لا" زائدة تفيد توكيدا، ومنه قوله تعالى:" وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ" (٣). وقد زيدت في غير العطف (٤) كقوله تعالى:" لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ" (٥) أي: ليعلم، وكقوله:" فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ" (٦) و" لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (٧). وهو فى القرآن والعربيّة كثير (٨)، ولا تزاد إلّا في الموضع الّذي لا يلتبس فيه الإيجاب بالنفي.

وأما" من" فسيبويه (٩) يجعلها زائدة في النفي خاصة؛ لتأكيده وعمومه، وتختصّ بالنّكرة نحو: ما من رجل في الدار، وكقوله تعالى:

" ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ" (١٠).


(١) منهم الفارسي، انظر المسائل المشكلة ٣٤٤.
(٢) كالمبرد في المقتضب ٢/ ٥٤، وانظر: الأزهية ٧٩.
(٣) سورة فصلت ٣٤
(٤) الأزهية ١٥١.
(٥) سورة الحديد ٢٩
(٦) سورة الواقعة ٧٥. وأنكر الفراء زيادة لا في أول الكلام، انظر: معاني القرآن ٣/ ٢٠٧، وإيضاح الوقف والابتداء ١٤٢ - ١٤٤.
(٧) سورة القيامة ١.
(٨) انظر: الأزهية ١٥٣، الجنى الداني ٣٠٨، مغني اللبيب ٣٢٨.
(٩) الكتاب ٢/ ٣٠٧.
(١٠) سورة البقرة ١٠٥.