للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني كقوله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ (١).

ولا يتعين الثاني، خلافا لابن السراج، وردّ عليه بالسماع، قال تعالى:

أَكابِرَ مُجْرِمِيها (٢) وما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا (٣).

وإلى هذا ذهب أيضا صاحب البديع، وأجاب عن الآيتين بأن" أفعل" لم يضمن معنى" من"، بل المقصود به: المعروف بذلك" (٤).

وفي البديع:" .. وإن لم تضمنه معنى" من"، وقصدت بهذه الإضافة أنه المعروف بالفضل، كأنك قلت: زيد فاضل القوم؛ فليس داخلا فيهم، ولا يجب أن يكون مفضلا، ولا أنهم شاركوه في الفضل، بل قد يكون قد فضل على غيرهم، وعرف بذلك، فقيل: هو الأفضل، كما تقول هو الفاضل، ثم نزعت الألف واللام وأضفته .. والأول - أي عدم المطابقة - أكثر، ومن هذا النوع (٥) قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ (٦).

٦ - قال ابن عقيل:" وفي البديع: الوصف بالفعلية أقوى من الاسمية، وأكثر الأفعال الماضي" (٧).

وقال الأشموني:" ذكر في البديع أن الوصف بالجملة الفعلية أقوى منه بالجملة الاسمية" (٨)

وقال السيوطي:" وقدّم بعضهم - وهو صاحب البديع - الجملة الفعلية على


(١) ٩٦ / البقرة.
(٢) ١٢٣ / الإنعام.
(٣) ٢٧ / هود.
(٤) المساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ١٧٦ - ١٧٧.
(٥) ١/ ٢٨٨.
(٦) ٢٧ / هود.
(٧) المساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ٤٠٥.
(٨) منهج المسالك ٣/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>