للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم الرابع: قد يعرض للمقارب من الموانع ما يحرمه الإدغام، ويتفق للمباعد من الخواصّ ما يحسن معه الإدغام، ألا تري أنّهم لم يدغموا الراء والشين والضاد والفاء والميم، ويجمعها: (مرض شفّ) في ما يقاربها من الحروف، وأدغموا ما يقاربها فيها (١)، فلم يدغموا الميم في الباء، ولا الراء في اللام، ولا الضاد في اللام، ولا الشين في الجيم، ولا الفاء في الباء، وأدغموا الباء في الميم، واللام في الراء، والجيم في الشين، واللام في الضاد، والباء في الفاء، كما ستراه (٢).

وأما المتباعدة فقد أدغموا الواو في الباء، نحو: طيا، في: طويا (٣).

الحكم الخامس: في إدغام الحروف المطبقة مذهبان: أحدهما: أن تبقي الإطباق كما تبقي الغنّة في النّون. والآخر: أن تذهب الإطباق، والأوّل أولى (٤)، كقوله تعالى:" أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ" (٥)، وقوله:" لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ" (٦) فإظهار الطّاء أولى من التاء.

الحكم السادس: لا يخلو المتقاربان أن يكونا: في كلمة واحدة أو في كلمتين، فإن كانا في كلمة واحدة، وكان الإدغام يلبس، لم يجز، نحو:

قنو، وعتد، ووتد، وزنماء (٧) وزنم، لم يدغم؛ لأنّه كان يصير:


(١) المفصل ٣٩٧.
(٢) ص ٦٣٤، وما بعدها.
(٣) التبصرة والتذكرة. هذا والمراد بالمتباعدة: المتباعدة في الموضع التبصرة ٩٣٣.
(٤) الكتاب ٢/ ٤١٨، الأصول ٢/ ٦٨٦ (ر)، التبصرة والتذكرة ٢/ ٩٥٤.
(٥) سورة النمل ٢٢.
(٦) سورة المائدة ٢٨.
(٧) يقال: شاة زنماء: وهي ما قطعت أذنها وتركت معلقة فيها.