للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمّا اللفظىّ، فيرد فى أوّلها وحشوها وآخرها.

فالتى ترد فى الأوّل: كالألف واللّام غالبا، احتراز من دخولهما على الفعل فى قول الشاعر (١):

يقول الخنا وأبغض العجم ناطقا ... إلى ربّنا صوت الحمار اليجدّع (٢)

ويفيدانها التّخصيص نحو: الرّجل، والعلم.

وكحروف الجرّ، ويفيدها إيصال قاصر الأفعال إليها نحو هربت من زيد، ولجأت إلى عمرو.

والتى ترد فى الحشو: كألف التكسير نحو: رجال، وأحمال، وياء التصغير غالبا، احتراز من تصغير فعل التعجب

فى قول الشاعر (٣):

يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا ... من هؤلياء بين الضّال والسّمر (٤)

نحو؛ رجيل، وجعيفر.

وأمّا التى فى الآخر: فكالتّنوين غالبا، احتراز من تنوين الترنّم.

والتنوين الغالى، نحو: رجل، وزيد، وكالإضافة، وتفيدها


(١) - هو ذو الخرق الطّهوى.
(٢) - والبيت فى نوادر/ أبى زيد ص ٢٧٦، وانظر: الإنصاف ١٥١، ٣١٦، ٥٥٢ وابن يعيش ٣/ ١٤٤ والخزانة ١/ ٣١.
الخنا: الفحشى من الكلام، وألفه منقلبة عن ياء، يقال: كلام خن، والكلمة خنية، وقد خنى عليه - بالكسر - وأخنى عليه فى منطقه، إذا أفحش، وأبغض: أفعل تفضيل على غير قياس، لأنه بمعنى اسم المفعول من: أبغضته فهو مبغض، أى مقتّه وكرهته، لأنه من غير الثلاثى، أو هو من: بغض الشئ - بالضم - بغاضة بمعنى: صار بغيضا ومن ثم فلا شذوذ والعجم جمع أعجم وعجماء، وهو الحيوان الذى لا ينطق، والأعجم أيضا: الإنسان الذى فى لسانه عجمة وقوله: إلى ربّنا، متعلق ب" أبغض" اليجدّع: من جدعت الحمار، أى سجننته، لأن الحمار إذا أحتبس كثر تصويته.
(٣) - هو العرجى كما فى ذيل ديوانه ١٨٣، ونسب أيضا إلى كثير عزّة وإلى غيره.
(٤) - انظر: أمالى ابن الشجرى ٢/ ١٣٠، ١٣٣، ١٣٥ والتبصرة ٢٧٢ والخزانة ١/ ٩٣ وشرح شواهد الشافية ٨٣.