للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالأصل فيه: أن يكون الخبر اسما، فعدلوا عنه، وقد استعملوه فى قوله (١):

فأبت إلى فهم وما كدت آيبا

وأمّا النّصب والجزم فعاملهما لفظىّ، نحو" لن" و" لم".

وأمّا المعتلّ فهو: كلّ فعل حرف إعرابه ألف أو واو أو ياء نحو: يسعى ويغزو، ويرمي؛ وهذه الأحرف الثّلاثة تكون فى الرّفع ساكنة، وفى الجزم محذوفة؛ وفى النّصب تفتح الواو والياء، وتبقى الألف على سكونها، تقول:

هو يسعى ويغزو ويرمى، ولم يسع ولم يرم ولم يغز، ولن يسعى ولن يغزو ولن يرمى.

فإن ثنّيت الضّمير فى الفعل، مذكّرا أو مؤنّثا، أو جمعته مذكّرا أو أفردته مؤنّثا؛ صحيحا ومعتلا - وهو خمسة أمثلة: يضربان، وتضربان وتضربون، ويضربون، ونضربين - كان رفع هذا القبيل بإثبات" النون" ونصبه وجزمه بحذفها؛ تقول: أنتما تضربان وترميان، ولن تضربا ولن ترميا، ولم تضربا ولم ترميا، وأنتم تضربون وترمون، ولن تضربوا ولن ترموا


(١) - هو تأبّط شرّا.
وهذا هو صدر البيت، وعجزه:
وكم مثلها فارقتها وهى تصفر
وهو من شواهد الأنبارى فى الإنصاف ٥٥٤ وانظر أيضا: ابن يعيش ٧/ ١٣، ١١٩، ١٢٥ والهمع ٢/ ١٤١ والخزانة ٨/ ٣٧٤ و ٩/ ٣٤٧ وشرح الحماسة للمرزوقى ٨٣. والمعنى: رجعت إلى قبيلتى" فهم" وكدت لا أرجع؛ لأنى أوشكت على التلف. ويجوز أن يكون المعنى: ولم أك راجعا فى تقديرهم. تصفر: تتأسّف وتحزن على إفلاتى منها بعد أن ظنّ أهلها أنهم قد قدروا علىّ.