للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيت (١) بيت""، و «آتيك صباح مساء» وأمثلة من هذا النّوع كثيرة.

ومثال القسم الثّانى قولهم: «ذهبوا أيدى (٢) سبا» و «افعل هذا بادى (٣) بدا» ونحو: معديكرب، وبعلبكّ، و «قالى قلا». ومن هذا:

سيبويه، ونفطويه، قال ابن السّرّاج: ومنهم من يضيف جميع ذا (٤).

وسيجئ له ذكر فى باب ما ينصرف وما لا ينصرف» (٥).

الثالث: الظّروف المقطوعة عن الإضافة، وهى على ضربين:

أحدهما: الظّروف الّتى يقال لها الغايات، وهى: قبل وبعد، وفوق وتحت وأمام وقدّام ووراء وخلف، وأسفل وعل، ودون، وأوّل، وجميع هذه مبنيّات


(١) - وفى ابن يعيش ٤/ ١١٧: «... وقالوا: هو جارى بيت بيت، يريدون القرب والتلاصق ..
والأصل بيتا لبيت، أو: بيتا فبيتا أو بيتا إلى بيت، فحذف الحرف وضمّن معناه، فبنى لذلك، وهما فى موضع الحال، كأنك قلت: هو جارى ملاصقا، والعامل فى الحال: ما فى «جارى» من معنى الفعل ...».
(٢) - انظر: الأصول ٢/ ١٤٠.
وفى ابن يعيش ٤/ ١٢٣: «يقال: ذهبوا أيدى سبا، وفيه لغتان: أيدى سبا، وأيادى سبا فأيدى: جمع يد، وهو جمع قلّة ... وأيادى: جمع الجمع، قالوا: أيد وأياد، وفيه لغتان، إحداهما: أن تركبهما اسما واحدا، وبنيهما لتضمّن حرف العطف، كما فعل ب «خمسة عشر» وبابه. الثانية: أن تضيف الأوّل إلى الثانى .. وموضعهما: النصب على الحال، والمراد: ذهبوا متفرقين ومتبدّدين.
(٣) - وفى ابن يعيش أيضا ٤/ ١٢٢: «العرب تقول: افعل هذا بادى بدا، بباء خالص وألف خالصة والمعنى: أوّل كلّ شيئ، فبادئ بداء: اسمان ركّبا وبنيا على تقدير واو العطف، وهو منكور بمنزلة «خمسة عشر»، ولذلك كان حالا، وأصله: بادى بداء، على زنة «فعال» مهموزا، لأنّه من الابتداء، فخفّفت الهمزة من «بادئ» بقلبها ياء خالصة، لانكسارما قبلها .. ولمّا صارت ياء أسكنت على حد إسكانها فى قالى قلا، ومعدى كرب، وأما بدا: فأصله: بداء، فخفّفوه بأن قصروه بحذف ألفه، فبقى بدأ، فخفّفت الهمزة يقابلها ألفا، لانفتاح ما قبلها، على حدّ قلبها فى قوله:
فازعى فزارة لا هناك المرتع
وأصله: لا هنأك ...».
(٤) - انظر: الأصول ٢/ ١٤٠.
(٥) - ٢/ ٢٧٠.