للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البداء (١) كقوله (٢):

لعمرك والموعود حق لقاؤه ... بدالك فى تلك القلوص بداء

فالمظهر ها هنا، هو المضمر فيه، فأمّا قوله تعالى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ (٣) فإنما رفع على الاتّساع (٤) بإسناد الفعل إلى الظرف، كما تقول: قوتل خلفكم وأمامكم، وقيل: البين: الوصل، وهو من الأضداد (٥).

الثّانية: أن لا يكون شرطا ولا استفهماما، لأنّهما لا يتقدّمهما عاملهما إلا أن يكون ابتداء، أو حرف جرّ، أو إضافة.

الثّالثة: أن يكون فى الكلام فعل نحوىّ، كقام وقعد، وما يشبه الفعل كقائم وحسن، إذا اعتمد على حرف الاستفهام أو حرف النّفى، أو كانا صفة أو حالا أو خبرا.


(١) - قال مكىّ فى مشكل إعراب القرآن ١/ ٤٣٠: فاعل «بدا» عند سيبويه محذوف قام مقامه:
«ليسجننّه». وقال المبّرد: فاعله المصدر الذى يدل عليه «بدا». وقيل: الفاعل محذوف لم يعّوض منه شئ، تقديره: ثمّ بدا الهم رأى». والمؤلف قد اختار ما ذهب إليه المبّرد.
(٢) - هو محمد بن بشير الخارجىّ، وكان رجلا قد وعده قلوصا فمطله. وانظر: الشعر لأبى علىّ الفارسىّ ٢٢٥، ٥٠٦ والخصائص ١/ ٣٤٠ والمغنى ٣٨٨ وشرح أبياته ٦/ ١٩٣ والخزانة ٩/ ٢١٣ القلوص. الناقة الفتيّة.
(٣) - ٩٤ / الأنعام.
(٤) - فاستعمل «بين» اسما غير ظرف، قال أبو حيّان فى البحر ٤/ ١٨٢: «قرأ جمهور السبعة بالرفع على أنه اتّسع فى الظرف، وأسند الفعل إليه، فصار اسما ...». وانظر أيضا:
الخصائص ٢/ ٣٧٠، ومشكل إعراب القرآن، ١/ ٢٧٨ - ٢٧٩ والكشف ١/ ٤٤٠ - ٤٤١ واللسان (بين). ويجوز أن تكون النون فى حال الرفع
محرّكة بالفتح، قال مكى فى الكشف ١/ ٤٤١:
«ويجوز أن تكون القراءة بالنصب كالقراءة بالرفع، على أنّ «بينا» اسم، لكنّه لما كثر استعماله ظرفا منصوبا، جرى فى إعرابه، فى حال كونه غير ظرف، على ذلك، ففتح، وهو فى موضع رفع، وهو مذهب الأخفش ....».
(٥) - انظر: الأضداد، لابن الأنبارىّ ٧٥.