للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثّانى: أن يكون غير دعاء، كقولك:" حمدا وشكرا لا كفرا (وعجبا") (١) وأفعل ذلك حبّا وكرامة"، و" لا أفعل ذاك

ولا كيدا وهمّا".

الثالث: أن يكون إخبارا، كقولهم:" ما أنت إلّا سيرا سيرا"، و" ما أنت إلّا سير البريد" و" ما أنت إلّا شرب الإبل"، و" إلّا الضّرب الضّرب،" ومنه قوله تعالى: فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً (٢).

الرّابع: أن يكون استفهاما، كقولك:" أقياما والناس قعود"؟ و" أقعودا والناس يغزون؟ " ومنه قوله:" أغدّة كغدّة البعير (٣)؟ " و:

أطربا وأنت قنّسرىّ (٤)؟!

وقد يستعمل مثل هذا فى الخبر، كقولك:" سيرا سيرا"، عنيت نفسك أو غيرك.

الخامس: أن يكون توكيدا لنفسه، ولما قبله، فالأوّل كقولك:" له علىّ


(١) - تتّمة يصحّ بها المثل، وهى فى كلّ المصادر، ولعلّها سقطت من الناسخ. انظر: سيبويه ١/ ٣١٨ وابن يعيش ٣/ ١١٤ والجمع ٣/ ١١٨ قال السّيوطىّ فى الهمع ٣/ ١١٩:" قال أبو عمرو بن بقّى: قول سيبويه: حمدا وشكرا لا كفرا له، كذا تكلّم بالثلاثة مجتمعة. وقد تفرد، و" عجبا" مفرد عنها.
(٢) - ٤٠ / محمدّ.
(٣) - هذا من قول عامر بن الطّفيل، وبقيّته:" وموتا فى بيت سلوليّة، غدّة البعير: طاعونه، وكان عامر قد أصابه الطاعون حين خرج من عند النبىّ صلىّ الله عليه وسلم، فلجأ إلى بيت امرأة من بنى سلول فمات هناك. انظر: أمثال أبى عبيد القاسم بن سلّام ٣٣٣، وفى هامش الصفحة فضل تخريج.
(٤) - هذا بيت من الرجز المشطور للعجاج. انظر: ديوانه ٣١٠. وهو من شواهد سيبويه ١/ ٣٣٨ و ٣/ ١٧٦. وانظر أيضا التبصرة ٤٧٣ وابن يعيش ١/ ١٢٣ والمغنى ١٨ وشرح أبياته ٥/ ٢٧١ والهمع ٣/ ١٢٢ والخزانة ١١/ ٢٧٤ واللسان (قنسر).
الطرب: خفّة الشّوق. القنّسرىّ الكبير المسنّ.