للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومك، لم ينصرف؛ لأنّه معرفة معدول عن السّحر، ولم يتصرّف (١)؛ لأنّه قصر على وقت بعينه.

الحكم الثّانى: قد أقاموا أسماء ليست بأزمنة مقام الأزمنة؛ اتّساعا واختصارا، وهى على ضربين:

الأول: أن يكون اسم الزّمان موصوفا، فحذف، وأقيم الوصف مقامه تقول: سرت عليه يوما طويلا، فتحذف" اليوم"، وتقيم" طويلا" مقامه، فتقول:

سرت عليه طويلا، وكذلك: حديث، وقديم، وكثير، وقليل، فإذا أقمتها مقام الظروف (٢)؛ لم تكن إلا ظروفا، ولم تستعمل أسماء.

فأمّا قريب فإنّ سيبويه (٣) أجاز فيه الرّفع؛ لأنّهم يقولون: لقيته مذ قريب، وكذلك: مليّ من (٣) النّهار قال: والنّصب عندى (٣) عربّى كثير؛ فإن قلت: سير عليه طويل من الدّهر، وشديد من السّير، فأطلت الكلام، ووصفته جاز، وكان أحسن وأقوى.

الضّرب الثانى: أن يكون الظرف مضافا إلى مصدر مضاف، فتحذف الظرف؛ اتّساعا وتقيم المصدر المضاف مقامه، نحو:" جئتك مقدم الحاجّ و" خفوق النّجم"، و" خلافة فلان" و" صلاة (٤) العصر ومنه قوله تعالى:

وَإِدْبارَ النُّجُومِ (٥)، وقولهم:" سير عليه ترويحتين"، و" انتظرته نحر جزورين"، والمراد فى جميع هذا (٦): جئتك وقت مقدم الحاجّ، ووقت خفوق النّجم.


(١) - انظر: الأصول ١/ ١٩٢.
(٢) - انظر: الأصول ١/ ١٩٣.
(٣) - انظر: الكتاب ١/ ٢٢٨.
(٤) - انظر: الأصول، فى الموضع السّابق.
(٥) - ٤٩ / الطور.
(٦) - قوله: والمراد فى جميع هذا ... الخ، موجود بنصّه فى الأصول ١/ ١٩٣.